تزايدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال الآونة الأخيرة، متجاوزة سرقة الأراضي وممتلكات الفلسطينيين إلى ارتكاب اعتداءات دموية بحقهم.
وتسود مخاوف في أوساط الفلسطينيين في القرى والمناطق التي يقتحمها المستوطنون بحماية من قوات الاحتلال من أن تصل اعتداءات المستوطنين إلى حد القتل والخطف كما حصل قبل ثلاثة أعوام مع عائلة أبو خضير في نابلس.
ويوفر جيش الاحتلال الحماية الكاملة للمستوطنين أثناء تنفيذهم الاعتداء على الفلسطينيين من خلال اعتقال الشبان الفلسطينيين الذين يحاولون التصدي لقطعان المستوطنين.
ومؤخرا، هاجمت مجموعة من المستوطنين، عائلة فلسطينية في البلدة القديمة بالخليل، واعتدت على رب الأسرة وأصابته بجروح طفيفة ورضوض، حيث تجمعت مجموعات من المستوطنين المتطرفين في حلقات راقصة في ساحة المدرسة الإبراهيمية قبالة منزل آل أبو رجب التميمي المقتحم من المستوطنين منذ أشهر والكائن بالقرب من المسجد الإبراهيمي.
وقالت مراسلتنا، إن مجموعات المستوطنين دخلت إلى المنزل لمؤازرة بعض المستوطنين الموجودين في أحد طوابقه، إلا أن أصحاب المنزل تصدوا لهم محاولين منعهم، موضحة أن المستوطنين اعتدوا على رب المنزل الشيخ علي أبو رجب؛ ما أدى لإصابته بجروح وكدمات خفيفة عولج منها في المكان من أفراد أسرته.
وحضرت إلى المكان قوات كبيرة من جيش الاحتلال لحماية المستوطنين، دون أن تحرك ساكنا ضد اعتداءاتهم، ولم تقدم أي حماية لأصحاب المنزل الحقيقيين.
ولم تعد المستوطنات الاسرائيلية هي المناطق الوحيدة التي تشهد الاحتكاكات بين المستوطنين والفلسطينيين، بل تجاوزتها لمناطق عديدة أخرى في الضفة، وخاصة داخل القرى الفلسطينية وعلى الطرقات وفي الأماكن المقدسة والمقامات الاثرية.
وتشجع همجية جيش الاحتلال تجاه الفلسطينيين المستوطنين على ارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي هذا السياق، أكد غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، أن المستوطنين يُمعنون في اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين، في الوقت الذي يوفر جيش الاحتلال الحماية الكاملة لهم.
وأشار دغلس في حديث لـ "الرسالة" لارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بطريقة متعمدة وممنهجة، منوهاً إلى أن الاعتداءات تسير وفق خطط إسرائيلية موضوعة، وبحماية الاحتلال؛ بغرض تعكير صفو الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الاعتداءات مرتبطة بالملف السياسي الإسرائيلي، مضيفًا: "تقل الاعتداءات عند طرح عقارات مستوطنات، وتزداد إن جرى الحديث عن وقف الاستيطان".
وشدد دغلس على أن الأوضاع بالضفة غير مستقرة بسبب الاعتداءات المتعمدة والمتكررة، محملًا "الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ذلك". ولفت إلى أن الفلسطينيين شكلوا لجانًا شعبية؛ من أجل حماية مناطق سكانهم من اعتداءات المستوطنين، "وهم جاهزون دائما لصدها وطردهم من مدن الضفة".
ودعا مسئول ملف الاستيطان شمال الضفة، المواطنين والأهالي في قرى وبلدات الضفة المحتلة، لتشكيل وتكثيف لجان الحماية الشعبية، وخاصة في ساعات الليل والفجر، لوضع حد لاعتداءات المستوطنين على المنازل الآمنة.
وشهدت القرى الفلسطينية في المنطقة "ج" في السنوات الأخيرة سلسلة كبيرة من اعتداءات المستوطنين الذين يستخدمون الحرق بصورة كبيرة في اعتداءاتهم، إذ أضرموا النار في مساجد وكنائس وسيارات وبيوت والأراضي الزراعية.
من جهته، اتهم مركز بتسليم لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة، في بيان وصل "الرسالة"، الاحتلال بأنه بدأ يعمل على خصخصة الاعتداءات على الفلسطينيين من خلال فرض سيطرة الاحتلال في الضفة دون ممارسة العنف المباشر ومنح هذه الممارسة للمستوطنين برعاية الجيش الاسرائيلي.
وقال المركز: "إن أعمال العنف والترهيب التي ينفِّذها المستوطنون في مناطق مختلفة من الضفة هي شكل من أشكال هذه الخصخصة حيث يتبادلون الأدوار مع قوات الاحتلال في الاعتداء على الفلسطينيين".