الرسالة نت - مها شهوان
بالرغم من المعيقات التي تواجه القوافل والوفود المتضامنة مع أهالي قطاع غزة ، إلا أنهم يصرون على تقديم يد العون للشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال، حيث أجمع محللون سياسيون "للرسالة نت" أن تحرك الوفود والقوافل صوب غزة تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لكسر الحصار ، إضافة إلى أن ذلك يدل على ثبات حكومة حماس وقدرتها على إقناع العالم بالقضية الفلسطينية.
ودعت "إسرائيل" مؤخرا المجتمع الدولي لزيارة غزة، وحول هذا الشأن أكد المحللون أن "إسرائيل" تسعى لتبيض صفحتها أمام شعوب العالم لامتصاص غضبهم حيال جرائمها المرتكبة في القطاع.
خطوة وصفعة وثبات
وأكد البروفيسور بالجامعة الإسلامية نعيم بارود أن القوافل عبارة عن خطوة في الاتجاه الصحيح، مما يدل على أن أحرار العالم بدءوا بتحرك فعلي تجاه كسر الحصار ، مبينا أن تضامن الوفود يؤكد أن ثبات الحكومة الفلسطينية وشعبها أقنع العالم بالقضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الهدف المعلن والسياسي لتلك القوافل هو صفعة قوية للاحتلال، فالعالم بات متعاطف مع حركة حماس والشعب في غزة ، بالإضافة إلى أنها صفعة أخرى في وجه الحكومات الرسمية العربية التي لم تتحرك.
بدوره، ثمن المحلل السياسي أسعد أبو شرخ مجيء القوافل والوفود العربية والأجنبية لغزة ،معتبرا إياهم بمحبي الحرية والسلام على مستوى العالم .
وطالب العالم وشعوبه بإرسال المزيد من القوافل والوفود لكسر الحصار وفضح جرائم الاحتلال وزيف ادعاءاته، لافتاً إلى أن الشعوب سئمت من السياسية الأمريكية المتحالفة مع دولة الكيان الإسرائيلي.
وعلى صعيد الأبعاد السياسية والقانونية لقدوم القوافل والوفود إلى غزة، أوضح أبو شرخ أن هناك هبة من قبل الشعوب والبرلمانات العربية والأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان لتشكيل ضغط شعبي عالمي وحركة سياسية مؤيدة للشعب الفلسطيني لإنهاء الحصار وضرورة احترام الانتخابات الفلسطينية الحرة دون تدخل من قبل الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية.
وأشار إلى أن تلك الحركة المؤيدة تضغط على رؤساء وزعماء العالم لكسر الحصار وجعل "إسرائيل" تخضع للقانون الدولي وإعطاء الفلسطينيين حقهم في تقرير المصير وإيقاف المجازر.
بينما لفت بارود إلى أن كافة المتضامنين آتوا من كل صوب كسفراء لبلدهم ليروا المأساة التي يعانيها أهالي القطاع ، منوها إلى أن تلك التحركات قوية وستغير شيئا على أرض الواقع ،متوقعا زيارة رؤساء الدول لغزة لاسيما العرب منهم.
جريمة إنسانية
وعن من مدى نقل تلك القوافل والوفود القضية الفلسطينية بطريقة صحيحة أمام المحافل الدولية قال أبو شرخ:" من ساهم في نقل القضية هو صمود الشعب الفلسطيني في غزة من خلال تمسكه بثوابته الوطنية "،لافتا إلى أن الجرائم الصهيونية والحصار ضد الشعب الفلسطيني بين للعالم أن "إسرائيل" دولة خارجة عن القانون .
وأضاف:"هناك حملة لسحب الشرعية عن "إسرائيل" وذلك لجرائمها المرتكبة ،بالإضافة إلى أن رجال القانون والسياسة باتوا يدركون أن الحصار جريمة إبادة حسب القانون الدولي مما يستدعي ذلك محاكمة كل من يساعد على الحصار كمجرم حرب معادي للشعوب ضد الإنسانية".
في حين يرى بارود أن المحافل الدولية ليست بحاجة لنقل القضية والحصار إليها ،عازيا ذلك إلى أنها بحاجة إلى صدق بالرؤية لأنه تكيل بمكيالين بدلا من واحد .
وقال "للرسالة نت":" لم تتحرك المحافل الدولية في جريمة مرمره فقد ساوت الضحية بالجلاد ورضخت للصهاينة"،مضيفا في الوقت ذاته وجدت لحلحه في مواقف بعضا من الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية لكن هذا ليس هو المطلوب.
وحول المتذمرين من قدوم القوافل للقطاع ذكر، بارود أن سلطة فتح في رام الله وحدها من تتذمر من توافد المتضامنين وذلك لأنها شريك في الحصار ، بالإضافة إلى أن القاهرة طرف وشريك آخر لأنها تتساوى مع الاحتلال في فرض القيود ،مشيرا إلى أن تلك الأطراف الثلاثة تنسق فيما بينها لتضييق الحصار وتحقيق مواقف تريدها.
وفي السياق ذاته اعتبر أبو شرخ أن أمريكا والدول الاستعمارية الغربية ترفض قدوم المتضامنين، لأنها تفضح تعاملهم مع العدو الصهيوني من خلال تنفيذهم لمشاريعهم في المنطقة،لافتا في الوقت ذاته أن لا قيمة للنظام الرسمي العربي.
قرارات ضاغطة
وقبل أيام دعت دولة الاحتلال العديد من البرلمانيين الأوروبيين لزيارة غزة الواقعة تحت الحصار، وفي هذا الشأن لفت أبو شرخ "للرسالة نت" إلى أن "إسرائيل" تخرج من مأزق ممارساتها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني وتحاول امتصاص غضب الشعوب من خلال فتحها للمعابر لتبين لهم بأن الحصار أوشك على الانتهاء ،مبينا في الوقت ذاته أن "إسرائيل" تحاول الخروج من المأزق عبر المفاوضات المباشرة والاتصال بالعرب ليضغطوا على الجانب الفلسطيني لموافقته على العودة للتفاوض.
واتفق بارود مع أبو شرخ، فقال: "إسرائيل" سمحت للوفود الأوروبية للمجيء إلى القطاع لتبيض صورتها أمام العالم وإقناعهم بأن الوضع في غزة جيد ، داعيا الحكومة الفلسطينية لإيصال الصورة الحقيقة عن الوضع في غزة للوفود .
بعض المختصين في الشأن السياسي تحدثوا أن بعضا من الأنظمة العربية باتت تتحرك داخليا لتخرج من عار الخضوع والذل لأمريكا و"إسرائيل"،لكن أبو شرخ أكد عدم وجود جدية في الموقف العربي ، داعيا الزعماء العرب للمجيء إلى غزة والاجتماع فيها لاتخاذ القرارات وتخصيص الأموال لحماية القدس بدلا من تهويدها ،مبينا أن الكثير من العرب لازالوا بيادق في يد أمريكا .
أما بارود فقال: المجتمع العربي منقسم لقسمين الحكومات الرسمية المنصاعة للقرار الأمريكي بحيث لا تستطيع أيا من الدول العربية أن تنفك من القيود التي فرضتها أمريكا على غزة ،بالإضافة إلى أنهم شركاء لـ"إسرائيل"،مضيفا أن الشعوب العربية متعاطفة مع القضية الفلسطينية وتطالب بفك الحصار إلا أن الأمر ليس بيدها .
وفيما يتعلق بمدى تأثير البعد الشعبي العربي والأوروبي في تشكيل قرارات ضاغطة لإنهاء الحصار، أشار أبو شرخ إلى أن البعد الشعبي أهم من الرسمي في حال ضغطت الشعوب على حكامها وممثليها الذين انتخبتهم ،بالإضافة إلى قيامهم بالمظاهرات فإنه بمقدورهم كسر الحصار وكشف زيف الدول التي تتعامل مع "إسرائيل".
بينما بين بارود أن الشعوب العربية صوتها خافت تجاه حكوماتها وتأثيرها ضعيف عليها لأنها شعوب مقهورة ، مطالبا إياهم بخطوات فعليه للضغط على حكوماتهم لرفع الحصار.
أما بالنسبة للشعوب الغربية فيؤكد أن صوتها أسرع في إيصال رأيهم إلى حكوماتهم الرسمية ، داعيا إلى المزيد من العمل لتوضيح القضية الفلسطينية وذلك يتطلب حركة دءوبة من قبل حركة حماس لتوصيل القضية.