لقد اعلنت اسرائيل موقفها الواضح بأنها سوف تقوم بضرب اي نفق هجومي او عابر للحدود في حال تم اكتشافه، كما اوضح الجنرال غادي ايزنكوط رئيس اركان الجيش الاسرائيلي انه يعمل ويطمح ان يدمر كل الانفاق الهجومية المعروفة له، خلال فترة خدمته التي ستنتهي في 30_12_2018 .

إن هذا الامر يعني أن الحرب على الانفاق سوف تستمر، وأن حادث تدمير نفق خانيونس سوف يتكرر في الفترة القريبة القادمة، مما يشكل تحدياً رئيسياً سياسياً واستراتيجياً للمقاومة الفلسطينية، والتي جعلت من عنصر الانفاق الهجومية مركباً مركزياً في نظريتها الامنية الدفاعية .

هل يمكن القول أن حالة التأهب المستمر والتي تم تعزيزها في اليومين الاخيرين بنشر  بطاريات صواريخ القبة الحديدية في اكثر المناطق حساسية في اسرائيل، وهي منطقة تل ابيب والمركز او ما يطلق عليه منطقة غوش دان، دليلاً على نوايا اسرائيل في ضرب نفق هجومي جديد لتعزز موقفها وتظهر اصرارها على ما تعتبره حقاً مشروعاً لها بتدمير الانفاق الهجومية مستغلة حالة التوتر القائمة بسبب المخاوف من رد الجهاد الاسلامي .

لقد اعلن الجيش الاسرائيلي توصله الى تكنولوجيا حديثة تستطيع وفق زعمه تحديد او اكتشاف وتدمير الانفاق الهجومية، وقد يعني هذا ايضاً قدرتها على اكتشاف الانفاق الدفاعية على طول القطاع وعرضه مما يدفعها للتفكير على مساومة المقاومة وتخييرها بين اي الانفاق تدمر وهو امر قد اشار اليه محللون اسرائيليون .

إن قدرة ونية واصرار الجيش الاسرائيلي على الاستمرار بتدمير انفاق المقاومة يضعها امام تحدٍ فوري ومباشر ويطرح امامها اسئلة قد اثبتت في الماضي قدرتها على الاجابة عليها، ومن أهمها:

1- هل سيتكرر ضبط النفس الفلسطيني في حالة تم تدمير نفق هجومي آخر ؟!

على الارجح لن يتكرر .

2- ماذا سيكون مصير معادلة توازن الرعب في حالة عدم الرد او الرد بشكل رمزي، وما هو مصير المصالحة والتهدئة في حالة الرد وتدهور التصعيد ؟!

ستكون على الارجح في مهب رياح التصعيد و التي من الصعب التنبؤ بنتائجها .

من المفترض ووفق التجربة السابقة وجود رسائل غير مباشرة وعبر القناة المصرية على سبيل المثال لضمان عدم قيام اسرائيل بإعتداء احمق جديد على غزة او على انفاقها الملتزمة بالتهدئة في هذه المرحلة، كي لا تتعرض المنطقة بأسرها للتصعيد غير المنضبط وهو الامر الذي لاترغب به الاطراف مرحلياً على الاقل .