قائد الطوفان قائد الطوفان

هل سمعت عن قرى "الغبيات" ؟!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة – مها شهوان

للوهلة الأولى حينما يذكر أحدهم قرى "الغبيات" نظن أن قاطنيها يعانون الغباء، لكن مهلا سبب تسميتها يعني "الغابات الصغيرة" التي تقع على السفوح وتتميز برائحتها الزكية"، وهذه القرى "الغبية الفوقا، والغبية التحتا، والنغنغة".

المتجول في "الغبية الفوقا، والغبية التحتا" القريتان الواقعتان جنوبي شرق مدينة حيفا، أما النغنغية أكبر هذه القرى فتقع في شرق المجموعة كما تقع الغابة الفوقا في غربها على بعد 200 متر، بينما الغابة التحتا في شمالها الغربي على بعد كيلو متر.

وتشتهر الغبيات بكثرة ينابيعها، الواقعة في مرج ابن عامر شمال أو شمال شرق النغنغة، ومن الينابيع الواقعة في شمالها: عيون طريمة، وعيون الجوارير، وعين الزخرة، أما العيون الواقعة في شمالها الشرقي فهي: عيون  الفخيخيرة وعين البواطي، وعيون الفرت، وعين العليق، وعين باشا.

وتشبه الغابة التحتا في شكلها العام المستطيل الممتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وما يميزها عن توأمها الفوقا "الطين"، في حين تشبه الغابة الفوقا المربع، بينما بيوت النغنغية مبعثرة، وتمتد بصورة عامة من الشمال إلى الجنوب.

 وفي عام 1931 كان في النغنغية 78 مسكنا، وفي الغبية التحتا 30 مسكنا، بنيت من الحجارة والاسمنت، أو الحجارة والطين، أو الاسمنت المسلح، وسقف بعضها بالخشب والطين، وصنع بعضها من شعر الماعز.

ولم يكن يقدم للقرى الثلاث أي نوع من الخدمات، حتى المدرسة الابتدائية التي افتتحت في العهد العثماني أغلقت في العهد البريطاني، واعتمد السكان على بناء الينابيع في الشرب والأغراض المنزلية.

وفي الخامس عشر من مارس 1948 كتب مراسل "نيورك تايمز" يقول" الهاغاناه دمرت في الغبية التحتا أربعة عشر منزلا، وألحقت الأضرار بعشرة منازل أخرى(..) ولم تقع أي خسائر في الأرواح، إذ إن القرية أخليت من سكانها عقب هجوم يهودي".

وأكد المؤرخ الفلسطيني عارف العارف ما جاء في "نيورك تايمز" إذ كتب "القرية دمرت تدميرا تاما، في الأشهر الأولى من الحرب، على يد قوات صهيونية من مستعمرة "مشمار هعيمك" المجاورة".

وكانت القرى الثلاث تتصل بعدد من مصادر المياه، وتعتمد على تربية المواشي والزراعة وكانت الحبوب المحاصيل الأساسية، كما وكان فيها عدد من الخرب في أراضيها، يحتوي على أدوات أثرية كقطع الخزف والحجارة ومعصرة للزيتون، وكان أقرب موقع أثري إليها هو تل أبو شوشة.

وشرد أهالي القرى الثلاث من قبل سكان "كيبوتز مشمار هاعيمق" عام 1948، بمهاجمة الغبية التحتا ونسف منازلها التي نزح عنها سكانها إلى الغابة الفوقا، وبذلك شردت العصابات الصهيونية سكان هذه القرى العربية، ودمرتها.

لا يمكن تمييز أي أثر لمنازلها، بعدما أصبحت مستعمرة مدراخ عوز، بما فيها ملاعب وحلبات سباق، تحتل موقع القرية كليا، أما أشجار الزيتون التي تنمو هناك، فقد غرست في قبل إنشاء المستعمرة.

البث المباشر