اقتحم مئات المستوطنين بحراسة مشددة لجنود الاحتلال فجر اليوم الأربعاء "قبر يوسف" بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بحجة أداء طقوسهم الدينية التلمودية. واندلعت مواجهات وصفت بالعنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال.
وذكر شهود عيان أن عدة آليات للاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية بالمدينة، وانتشرت في الشوارع المحيطة بالقبر ولا سيما شارع عمّان لتأمين الحماية للمستوطنين.
ووصلت لاحقا عشرات الحافلات والمركبات التي تقل مئات المستوطنين تحرسها دوريات الاحتلال قادمة من حاجز بيت فوريك شرق نابلس.
وكانت منظمات استيطانية متطرفة، ومواقع مقربة من المستوطنين على شبكات التواصل الاجتماعي، وجهت دعوات لأوسع مشاركة في اقتحام "قبر يوسف" في مدينة نابلس ليل الثلاثاء/ الأربعاء.
وذكرت هذه المواقع أن الاقتحام سيكون ضخما بدعوى إضاءة الشمعة الثامنة من عيد الأنوار اليهودي "الحانوكا".
وفي المقابل أصدر نشطاء فلسطينيون دعوات للتصدي للمستوطنين وقوات الاحتلال التي سترافقهم بهدف حمايتهم.
ويزعم اليهود أن "قبر يوسف" مقام مقدس لديهم بذريعة وجود عظام من سيدنا يوسف (عليه السلام) داخله، لكن علماء الآثار يؤكدون أن عُمر القبر لا يتجاوز بضعة قرون، مرجحين أن يكون المقام لشيخ مسلم اسمه يوسف الدويكات. وهو مسجل لدى الأوقاف الإسلامية كمسجد.
ويدأب المستوطنون على اقتحام "قبر يوسف" في مدينة نابلس بأعداد ضخمة وذلك بحماية من قوات الاحتلال التي تعمد عادة إلى إغلاق المنطقة الشرقية من مدينة نابلس التي يتواجد فيها قبر يوسف، وإقامة الحواجز العسكرية بهدف تأمين الحماية للمستوطنين الذين تمتد فترة اقتحامهم للقبر حتى ساعات الفجر الأولى.
وظل "قبر يوسف" طوال السنوات السابقة نقطة احتكاك وتوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وشهد أحداث دامية ارتقى فيها العديد من الشهداء الفلسطينيين كما قتل خلالها العديد من المستوطنين.