مع استمرار الحصار على قطاع تزاد حاجة أهالي القطاع إلى السفر لعدة أسباب في مقدمتها العلاج والتعليم والتجارة، وترتفع أعداد المحتاجين له لعشرات الآلاف في ظل إغلاق معبر رفح لفترات طويلة واقتصار فتح على أيام معدودة في العام، وهذا ما يدفع الفلسطينيين من القطاع إلى اللجوء للسفر عبر معبر بيت حانون/ ايرز الذي يسيطر عليه الاحتلال.
وقال مركز أسرى فلسطين للدراسات: إن حاجة أهل القطاع للسفر جعلت الاحتلال يستخدم هذا المعبر كمصيدة وابتزاز لأهالي القطاع، حيث أكد العشرات ممن قدموا طلبات للحصول على تصريح للسفر عبر "ايرز" أنهم تعرضوا للمساومة من قبل ضباط الشاباك للعمل مع الاحتلال وتقديم معلومات مقابل السماح لهم بالعبور، هذا إضافة إلى عمليات الاعتقال التي تمارسها سلطات الاحتلال على المعبر بشكل مستمر، وطالت التجار والمرضى والطلاب والمرافقين وحتى النساء.
وأكد رياض الأشقر "الناطق الإعلامي للمركز بأن مركزه رصد (23) حالة اعتقال على معبر بيت حانون/ ايرز منذ بداية العام الجاري بينهم (3) حالات اعتقال طالت أهالي أسرى من غزة، وحالتين اعتقال لعاملين في مؤسسات دولية، و(5) حالات اعتقال لنساء، وحالتين اعتقال لتجار يملكون تصاريح للتنقل، إضافة إلى حالتين اعتقال لمرضى كانوا يتوجهون للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، وكذلك اعتقلت الأكاديمي المحاضر في الجامعة الإسلامية "رمزي عابد" خلال سفره إلى ايطاليا لحضور ورشة عمل.
وأوضح "الأشقر" بأن الاحتلال لا يزال يعتقل الأسيرة "ابتسام عيد موسى" (59عاماً) من مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة وتعتبر اكبر الأسيرات سناً، وكان قد اعتقلها على حاجز بيت حانون مع شقيقتها المريضة "باسمه" بتاريخ 19/4/2017 ، خلال توجههن لمستشفيات الضفة لعلاج "باسمه" التي تعانى من مرض السرطان، وكانت شقيقتها "ابتسام" ترافقها في رحلة العلاج، وأصدر بحقها حكماً بالسجن لمدة عامين بعد أن اتهمها بمحاولة إدخال متفجرات للضفة الغربية المحتلة.
كذلك كان اعتقل المواطنة "نعمه عبد القادر الجورانى (52 عاماً) خلال عودتها من رحلة علاج مع ابن شقيقها المريض في الضفة، وأطلق سراحها بعد أسبوعين من الاعتقال، بينما احتجز "حنين أبو ريدة" خلال توجهها لزيارة زوجها الأسير "إياد أبو ريده" ومنعتها من زيارته وأطلقت سراحها بعد ساعات، ووالده ووالد الأسير "أحمد الشنا" من مخيم المغازي وسط القطاع خلال عودتهما من زيارة نجلهما الأسير وأطلق سراحهم بعد التحقيق والاستجواب لساعات.
وبين "الأشقر" بأن المرضى لم يسلموا من عمليات الاعتقال حيث اعتقل الاحتلال المريض "عبد الرحمن سامي أبو لحية" (33 عاماً) خلال مغادرته القطاع بهدف السفر إلى الأردن لتلقي العلاج، والمريض "فضل مازن أبو حصيرة" (27 عاماً) من سكان مدينة غزة، أثناء توجهه لمستشفى المقاصد في القدس المحتلة بغرض العلاج .
بينما طالت الاعتقالات موظفين يعملون في مؤسسات دولية ومنهم "حمدان تمراز" مساعد المدير الإقليمي لشؤون الأمن في منظمة الأمم المتحدة تم اعتقاله على عبر معبر "بيت حانون" خلال تنقله للقدس في مهمة عمل، و" محمد مرتجى" وهو منسق مؤسسة تيكا التركية في غزة، واعتقلت أيضا "خلدون عبد القادر أبو سليم" (36 عاماً) وهو مدير العلاقات العامة ببنك فلسطين، وأطلق سراحه بعد أسبوعين من الاحتجاز.
وطالب الأشقر المنظمات الدولية بالتدخل لمنع تحويل الاحتلال لغزة إلى سجن كبير، ومعابره إلى أماكن لاعتقال الفلسطينيين الذين يتنقلون عبرها، والتدخل من أجل الإفراج عن من تم اعتقالهم عبر معبر بيت حانون دون تهمة.