توسع نطاق المظاهرات في إيران ضد السياسات الاقتصادية لحكومة الرئيس حسن روحاني إلى عدة مناطق، واعتقلت قوات الأمن عشرات المتظاهرين، في حين دخلت واشنطن على خط الاحتجاجات، وطالبت بدعم دولي للشعب الإيراني.
وتوسعت الاحتجاجات الجمعة لتشمل عدة مدن رئيسية بينها طهران وقم وكرمنشاه وأصفهان، بعدما انطلقت الخميس من مدينة مشهد -ثاني أكبر مدن إيران- حيث تظاهر مئات الأشخاص للتنديد بارتفاع أسعار المحروقات وبعض السلع الغذائية وزيادة الضرائب، وقد وُصفت بأنها أكبر من مظاهرات 2009 التي خرجت ضد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد.
وفي البداية كانت الشعارات والهتافات تركز على انتقاد سياسات الحكومة الاقتصادية، لكن بعضها استهدف أيضا الرئيس روحاني والمرشد علي أكبر خامنئي، كما استهدفت تدخل إيران في صراعات بالمنطقة، خاصة في سوريا.
وقد أظهرت تسجيلات مصورة تردد هتافات ضد خامنئي في مدينة قُمْ ذات القيمة الدينية الكبيرة لدى الشيعة الإيرانيين. وفي هذه المدينة تدخلت قوات الأمن أول أمس الخميس لتفريق المتظاهرين واعتقلت 52 منهم، وفق وكالة فارس.
وفي العاصمة طهران، قال محسن حمداني نائب رئيس شرطة المدينة إن نحو خمسين شخصا تجمعوا في ميدان وإن معظمهم تفرقوا بطلب من الشرطة، في حين تم احتجاز آخرين رفضوا الامتثال.
وفي مدينة كرمنشاه، خرجت أمس مظاهرات لليوم الثاني، وردد المحتجون هتافات تطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين، واعتبرت وكالة فارس أن الاحتجاجات في هذه المدينة تمت بناء على دعوة "معارضين للثورة".
وفي أصفهان، انضم محتجون ضد غلاء المعيشة والضرائب والفقر والبطالة إلى تجمع نظمه عمال مصنع يطالبون بزيادة رواتبهم. وكانت مدينة مشهد قد شهدت الخميس مظاهرة شارك فيها مئات، ورددوا خلالها شعارات مناوئة للحكومة.
وقالت وكالة فارس للأنباء إن هناك احتجاجات في مدن ساري ورشت وقزوين وهمدان، وأضافت أن الكثير من المحتجين الذين أرادوا رفع مطالب اقتصادية فقط غادروا التجمعات بعد أن هتف متظاهرون بشعارات سياسية.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن تجمعات سنوية ستقام اليوم السبت لإحياء ذكرى مظاهرات مؤيدة للحكومة خرجت عام 2009 ردا على المظاهرات المناوئة للمحافظين، التي اتُّهم الإصلاحيون بتأجيجها.
وبينما لمح إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الايراني إلى وقوف التيار المحافظ وراء المظاهرات، أشار بعض المسؤولين إلى إمكانية استغلال الاحتجاجات من دول مناهضة لإيران.
أما الحرس الثوري الإيراني فدعا في بيان له أمس الجمعة إلى وحدة الشعب الإيراني واليقظة لمواجهة ما وصفه بمخطط فتنة جديدة يستهدف إيران.
وقال إن الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وما سماها الجبهة المعادية للثورة في الداخل والخارج، مشيرا إلى أن "الرجعية تتبع أسلوبا مخادعا جديدا لإحداث فتنة في البلاد" واستهداف حركة ثورتها خارج الحدود.
وأكد البيان أن الحرس الثوري يرصد ويتابع تحركات أعداء الداخل والخارج، ولن يسمح لهم بإلحاق الضرر بالبلاد، وفق ما ورد في البيان.
في هذه الأثناء، دعت الخارجية الأميركية مساء أمس دول العالم إلى أن تدعم علنا الشعب الإيراني ومطالبه بحقوقه الأساسية وإنهاء للفساد، وأدانت بشدة اعتقال السلطات الإيرانية متظاهرين سلميين وطالبت بالإفراج عنهم.
كما دعت "النظام الإيراني إلى احترام حقوق شعبه وأهمها حرية التعبير عن آرائه". وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر نويرت في بيان إن "القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيَين إلى دولة مارقة تصدر أساسا العنف وسفك الدماء والفوضى".