قائد الطوفان قائد الطوفان

تعرف على القائد الصامت بحماس .. عماد العلمي

426179414
426179414

غزة- الرسالة نت

لطالما رافقه الصمت والهدوء والتفكير العميق في حياته المريرة، منذ أن ارتبط بحركة "حماس" حتى قبل تأسيسها، ولطالما بقي ضميرها وعقلها حتى بعد إبعاده من غزة وإصابته في الحرب الأخيرة بغزة.

وعلى الرغم من انه أحد أبناء العائلات الكبيرة والغنية في قطاع غزة إلا انه كان قمة في الأخلاق والتواضع والتضحية لوطنه ودينه، دون أن تغريه المناصب أو الأموال.

سيرة حياته

عماد خالد نامق العلمي "أبو همام" ولد في مدينة غزة بتاريخ 1956-02-16، تلقى تعليمه الأساسي في مدارس قطاع غزة، بينما تربى دعويا ودينيا على يد الشيخ المؤسس أحمد ياسين، والذي نصحه بدراسة الهندسة المدنية في جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية.

لم يكن العلمي (62 عامًا) شابًا عاديًا حينما قرر الانضمام إلى "حماس" منذ نعومة أظفاره؛ حيث كانت تربطه علاقة مميزة مع الشيخ أحمد ياسين، والذي نصحه بدراسة الهندسة في جامعة الإسكندرية برفقة نخبة من أبناء الحركة المميزين والمتفوقين والذين عادوا بعد سنوات ليثروا هذه الحركة والشعب الفلسطيني لا سيما بعد هزيمة عام 1967م واحتلال "إسرائيل" لبقية الأراضي الفلسطينية.

التحق بصفوف الحركة الإسلامية في سن مبكرة، وكان من الناشطين في العمل الإعلامي للحركة منذ تأسيسيها.

الاعتقال والإبعاد

اعتقلته قوات الاحتلال بعد 6 أشهر من انطلاقة الحركة برفقة المئات من أبناء الشعب لفلسطيني لا سيما قادة حركة "حماس"، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة "التنظيم والتحريض" من خلال اللجنة الإعلامية التابعة لحركة حماس، والقيام بنشاطات إعلامية بغرض تخليد أعمال الحركة، وذلك وفق ما جاء في لائحة الاتهام التي قدمت ضده.

في عام 1990م أفرج عنه من سجون الاحتلال ليعود ويمارس نشاطه في إطار عمل الحركة، ليعاد اعتقاله في شهر كانون ثاني (يناير) من عام 1991م، إلا أن قوات الاحتلال والتي خبرت العلمي في زنازينها عام 1988م، آثرت أن لا تتعب نفسها معه مرة أخرى لأنها تعرف تماما أنها لن تنتزع منه أي اعتراف ليتم إبعاده فورًا برفقة ثلة من قادة حركة "حماس" وهم: مصطفى اللداوي، ومصطفى القانوع وفضل الزهار، حيث كان يوم إبعادهم أحد الأيام المشهودة في تلك الانتفاضة من مواجهات عارمة في كافة أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية.

مواصلة العمل

واصل عماد العلمي نشاطه في إطار حركة "حماس" وتنقل بين عدة دول عربية، وكان له دور كبير وفعال في دعم القضية الفلسطينية والانتفاضة في مراحلها كافة، قبل أن يصبح عضواً في المكتب السياسي لحركة "حماس" وممثلا لها في طهران لعدة سنوات.

كان العلمي أول من مثل حركة حماس في الجمهورية الإيرانية، واستمر في منصبه سنوات عدة، قبل أن ينتقل لسوريا التي غادرها عام 2012 إلى قطاع غزة رفقة عائلته منهيا حالة من الإبعاد القسري الذي دام 20 عاما.

اُنتخب نائبا لرئيس حركة حماس في قطاع غزة اسماعيل هنية عام 2013، حتى أصيب في احدى قدميه إثر غارة صهيونية على أحد المنازل بمدينة غزة خلال عدوان 2014.

وفي حادثة صادمة أصيب العلمي بطلق ناري برأسه صبيحة يوم الثلاثاء 9 يناير 2018، فيما أكّد الناطق باسم الحركة فوزي برهوم أنّ العلمي أصيب بطلق ناري بالرأس أثناء تفقده لسلاحه الشخصي في بيته، وأنّه في حالةٍ حرجة.

وفي صبيحة يوم الثلاثاء 30 يناير 2018 أعلنت حركة حماس وفاة القيادي البارز في الحركة عماد العلمي "أبو همام"، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها.

البث المباشر