قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الفــار بلعب في عبي!

الفــار بلعب في عبي!
الفــار بلعب في عبي!

بقلم: رامي خريس

يجري التداول الإعلامي عن مخاطر "صفقة القرن"، وتوقعات كثيرة متباينة عن تمريرها من عدمه، وكفلسطينيين لا نعرف أين نقف، لاسيما أن المواقف الحقيقية لقيادة سلطتنا غير واضحة، فالسؤال الذي يدور في الأذهان: هل الرئيس محمود عباس جزء من الصفقة أم رافض لها، وهل سيتغير موقفه بالموافقة أو الرضوخ أم سيبقى ثابتا؟

من المعروف أن السلطة وقيادتها سارت وتسير في فلك المنظومة العربية المسماة "حلف الاعتدال"، من بينها السعودية ومصر والأردن، وهذه الدول بحسب معطيات كثيرة وخاصة السعودية لديها موافقة كاملة على تبني الصفقة الأمريكية، بل ونقلت أفكارها للسلطة ورئيسها بحسب ما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني الذي كشف أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو من أبلغهم بـــ "صفقة القرن" مع (إسرائيل).

إذن هل خالف محمود عباس الذي كان مهندسا لاتفاق أوسلو وعراب التسوية مع الاحتلال لعقود "الإرادة العربية" والولايات المتحدة ويقاوم الآن تمرير الصفقة كما ظهر ذلك في تصريحات عديدة له وخطابه الأخير في المجلس المركزي؟

وإذا كان يرفض "الصفقة" حاليا هل سيستمر في موقفه أم سيتغير مع مرور الوقت؟

القيادي في حركة حماس أسامة حمدان توقع خلال لقاء مفتوح مع صحفيي "الرسالة" أن عباس لن يصمد أمام الضغوط".

لكن على ماذا سيوافق "الرئيس" إذا لم يستطع مواصلة رفضه؟، فالحد الأعلى الإسرائيلي لا يصل إلى الحد الأدنى الذي يمكن أن يوافق عليه تيار التسوية الفلسطيني نفسه.

بالعودة إلى موقفه أساسا فالرفض الحقيقي لتلك الصفقة يتطلب سلوكا على الأرض يتوافق مع هذا التوجه، وأولها السير باتجاه الوحدة الوطنية وإتمام سريع للمصالحة، ولكن ما يصدر منه فعليا على الأرض عكس ذلك، وبدلا من تعزيز صمود شعبه، نرى ما يحدث ضد قطاع غزة من تجويع ومحاولة كسر للإرادة.

وهكذا يبدو أن الرفض المعلن للصفقة والأفكار الأمريكية يوازي خطوات لربما تكون مدروسة لتهيئة الأجواء لتمريرها، نقول مرة أخرى ربما، فالفار يلعب في عبي؟

 

 

 

البث المباشر