"كوخ" بمجرد رؤية المتابع على تطبيق الانستغرام لتلك الكلمة سرعان ما تعيده إلى الماضي والأخشاب العتيقة، وهذا فعلًا ما يجده عند دخوله الصفحة ورؤية ما يعرضه صاحبها "مهند أحمد" من أعماله المميزة التي نقشتها يداه على الخشب القديم بطريقة جذابة وعصرية تلبي ذوق زبائنه.
الشاب مهند "25عاماً" خريج بكالوريوس إدارة صحية من جامعة القدس المفتوحة، بعد عجزه عن إيجاد فرصة عمل وبسبب سوء الوضاع الاقتصادية بغزة بالإضافة إلى تزايد عدد الخريجين قرر أن يفتتح مشروعًا مستغلًا موهبته التي اشتهر بها في الثانوية العامة.
زارت "الرسالة" الشاب داخل ورشته التي أعدها داخل بيته بسبب عجز إمكانياته المادية من فتح ورشة خاصة به أو محل لعرض أعماله المميزة؛ لكنه لم ييأس وأنشأ ورشته الصغيرة تلبية لرغبة زبائنه لعرض أعماله المميزة فيها.
كما أصبح يبحث عن فكرة مميزة لترويج أعماله التي يصنعها في ظل انعدام الموارد المادية، فأنشأ صفحة كوخ على الانستغرام ليعرض أعماله المميزة وينشرها بأصابعه الممتلئة بالغبار بعد أن ينهي عمله من القطعة التي صنعها من أجل أن يريها للناس.
ووفق مهند فإن المهتمين في أعماله هم الذين يحرصون على الحصول على هدية مميزة وغريبة في مناسباتهم، فهو يتجول في الأسواق ليشتري الخشب المناسب بالنقش وخاصة خشب الزيتون لأنه يساعد في عملية الرسم عليه، بالإضافة إلى شرائه ألوان "الاكريلك" والزيت التي يستخدمها للرسم على مشغولاته الخشبية.
بدأ الشاب بالتفكير بعد أن أنهي دراسة الثانوية العامة باستغلال وقت فراغه بتحويل بواقي الأشياء الخشبية إلى قطع جميلة يمكن الاحتفاظ بها أو جعلها كذكرى، حيث بدأ بالمشاهدة عبر الانترنت لأعمال ونماذج مختصة بالمشغولات الخشبية.
وبعد تخرجه من الجامعة وعدم مقدرته الحصول على فرصة عمل عمد إلى تطوير موهبته بشكل أكبر ليوفر لنفسه مصدر دخل مناسب، وبدأ بالعمل حسب رغبة الزبائن وطلب السوق بصناعة ميداليات خشبية منقوش عليها بعض الكلمات أو الأسماء.
لم يكن الإقبال على المشروع جيدًا حين بدأ بأعماله لكن بعد فترة من المشروع زاد الإقبال وصار اقتناع الزبائن بالفكرة بشكل أكبر، فهو يستمر بالعمل وفق طلب الزبائن.
وتشجع في الاهتمام أكثر في مشرعه بعد طرح الجامعة الإسلامية مشروع احتضان المشاريع الصغيرة وعمل على التقديم لمشروعه حتى حصل على تمويل بسيط لتطوير موهبته.
يستغل مهند وقت فراغه لتطوير الأفكار لأن لديه إقبالًا كبيرًا من أصحاب المحلات على هذه الفكرة ويتلقى عروضًا بشكل متكرر لعرض أعماله لديهم، لكن في بعض الأحيان العجز في رأس المال وارتفاع التكلفة يقفان عائقًا أمامه في تسويق وعرض منتجاته وتطوير موهبته.
ويطمح مهند بأن يكون لديه محل لعرض أعماله ويتوفر لديه التمويل المناسب لتسويق منتجاته التي يصنعها، كما ويأمل بتحسين الأوضاع الاقتصادية ليجد فرصة عمل تناسب تخصصه وممارسة موهبته في آن واحد.
