قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: في القاهرة حديث كثير ننتظره

صورة
صورة

مصطفى الصواف

كثرت التكهنات والتحليلات والتوقعات حول ما يجري في القاهرة بين وفد حركة حماس والجانب المصري ( المخابرات ) في ظل عدم صدور كثير من التصريحات توضح ما الذي يجري بين الطرفين، وهذا مرده ربما لتوافق بين الجانبين بعدم الحديث لوسائل الاعلام حتى لا يكون هناك أي وسيلة للضغط أو التأثير على مجريات التفاوض خاصة أن الملف الفلسطيني يتولاه جهاز أمني ( المخابرات )، وعادة الاجهزة الأمنية ألا تتحدث عبر وسائل الاعلام ولذلك لم يرشح عن اللقاء كثير من المعلومات سوى تلك التي تحدث بها الدكتور خليل الحية عضو الوفد المشارك في القاهرة.

ولكن بعض الاحاديث الجانبية تشير إلى إيجابية اللقاء بين الجانبين وهي تصف الاجواء العامة خلال اللقاءات وما يؤكد ذلك على الارض هو السماح بنقل العالقين سواء في مطار القاهرة أو مدينة العريش من الفلسطينيين والذين علقوا بعد اغلاق المعبر المفاجئ والسريع، ثم هذا الفتح للمعبر لمدة أربعة أيام وما سبقه من إدخال البترول وغيرها من المواد التي لم تسمح السلطة ولا الاحتلال بإدخالها عبر معبر كرم ابو سالم مع العديد من الوعود من الجانب المصري بفتح معبر رفح بشكل أفضل مما كان عليه ولكن بعد انتهاء الحملة الأمنية في سيناء.

اللقاءات في القاهرة طوال هذه المدة ليست مقتصرة على الجانب المصري الرسمي ( المخابرات) ونعتقد أن اللقاءات الرسمية قد انتهت؛ ولكن نتائجها لم تعلن من أي طرف على الأقل في القاهرة ومن المتوقع أن يتحدث الجانب الفلسطيني (حماس) عند عودته للقطاع عن فحوى اللقاءات وما تم الحديث فيه وما توافقوا عليه.

ولكن هناك قضايا ولقاءات جرت بين وفد حماس وعديد من الهيئات والاحزاب والشخصيات داخل المجتمع المصري للحديث عن وجهات النظر التي تحملها حماس وسماع وجهات نظر الآخرين في قضايا متعددة ومنها مواقف حماس مما يطرح سياسيا كصفقة القرن والحصار المفروض على قطاع غزة والتعاون بين حماس ومصر، قضايا كثيرة ومتشعبة نوقشت بين الجانبين.

ثم هذا الصف من القيادة يلتقي في مكان واحد لابد أن يكون هناك نقاش تنظيمي على مستوى عال ترتب فيها القضايا والاجندة وتحدد فيه التحركات والمواقف وترسم السياسات أو يتم التوافق عليها، فلا أستبعد أن وفد الخارج والداخل يكون جزء من وجوده في القاهرة هو للحديث عن مجمل الاوضاع والقضايا الداخلية وهي فرصة لا تتكرر كثيرا في ظل الواقع الذي عليه القضية الفلسطينية.

 وعليه نعتقد أن كل ما يدور من أحاديث عبر وسائل اعلام معروف توجهاتها ومواقفها من حركة حماس لا تعدو كونها حشو وتخمين لا يستند إلى حقائق أو معلومات بقدر ما هو تضليل وتشويش على الحركة تحديدا سواء الحديث عن ضغوطات مصرية وأن مصر لم تسمح للوفد بالمغادرة قبل التوقيع على ما تريد وأحاديث عن المنظمة وسلاح المقاومة وإجبار حماس على القبول بشروط السلطة ومحمود عباس وغير ذلك من معلومات على الاقل مفبركة ما لم يصدر ما يؤكدها من حماس او الجانب المصري ولكن ظني أنها غير حقيقية إنما هي أماني وأحلام من ناشريها لا تمت للحقيقة بصلة.

وهناك أمر مهم وهو لقاء قيادة حماس بتيار محمد دحلان في حركة فتح ونعتقد أن غزة كانت حاضرة بقوة وكذلك ما يسمى بصفقة القرن وما تقوم به سلطة عباس من عقوبات على غزة وغيرها من القضايا وهي في الغالب تهدف إلى العمل على التخفيف عن قطاع غزة بعد اشتداد الحصار والعقوبات التي يفرضها عباس وكلاهما يصب في تركيع غزة وإجبارها على الاستسلام.

أيام قليلة ويعود الوفد الى غزة ويغادر وفد الخارج إلى حيث يريد وسيكون هناك أحاديث كثيرة من وفد حماس سواء مع قادة التنظيم وإن كانوا ليسوا بعيدين عن أجواء ما يجري في القاهرة، ثم مع القواعد التنظيمية والشعب والقوى والفصائل لوضعهم في الصورة الحقيقية وما جرى بين الجانبين لتكون الصورة واضحة أمام الجميع.

نأمل أن يكون لقاء القاهرة ايجابيا ونرى الوعود المصرية واقعا على الارض وأن يلمس المواطن الفلسطيني ذلك عمليا سواء فتح المعبر أو حركة تجارية مع مصر ما يؤدي إلى تفكيك جزء من أزمات القطاع.

البث المباشر