قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: روابط قرى برئاسة المنسق

صورة
صورة

بقلم: إبراهيم المدهون

رئيس السلطة ليبرمان ورئيس الحكومة مردخاي، هذا باختصار ما قاله في لحظة صدق مع الذات السيد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وأمين سر اللجنة التنفيذية والقيادي الفتحاوي وأحد قيادات السلطة منذ تأسيسها، وأقواله الذي صرح بها للتلفزيون الاسرائيلي مهمة وتكشف بشفافية لا لبس فيها ولا تأويل حقيقة وواقع السلطة وما صفت إليه، وما هو دورها اليوم وحدود قدرتها، فهي حسب أقوال عريقات جزء من أمن الاحتلال وتقع تحت سيادته بشكل مباشر، وما رئيس السلطة والحكومة والوزراء إلا هياكل شكلية لا تضر ولا تنفع.

لا شك بدأت السلطة كرؤية وطنية، أسسها الرئيس عرفات كنواة لمشروع سياسي طموح يصل به الى دولة مستقلة وعاصمتها القدس، اليوم وفي عهد الرئيس عباس تقلصت السلطة بعد سلسلة من الانقسامات الخطيرة والسياسات الأخطر، ووصل الحال لتشتت فلسطيني مريع وتخلي السلطة بشكل كامل عن المسؤولية في الداخل والخارج، وأضحينا تحت رحمة وإمرة ضابط إسرائيلي صغير باسم المنسق.

 وللأسف بدأت قيادات السلطة تتقرب لبولي مردخاي، وبات جدوله مزدحما بلقاءات مع مفاصل الحكومة والسلطة، ويقوم الطامعين بسلطة بولي بنسج علاقات وتعزيز التواصل والتنسيق باعتباره الرئيس الفعلي وصاحب السلطة الحقيقية في الضفة الغربية، في حالة غياب شبه كامل من قبل الرئيس عباس.

اليوم السلطة لم تعد الا مشروعا وظيفيا محدودا، وجزءا من منظومة الاحتلال الامنية، رغم احترامي لكثير من قيادتها ومنتسبيها فهي بدأت بمشروع وطموح وطني حتى لو اختلفنا على اسس وطريقة القيام والعمل، ولهذا نحتاج اليوم لحالة انقاذ داخلية قبل ان يفوت الأوان وتصعب المعالجة.

ترى إسرائيل أن السلطة استنفذت اغراضها، ولا تريد استمرارها بنفس الطريقة والالية السابقة، ولن تسمح برئيس جديد بعد عباس، وستتعامل عبر المنسق، ولهذا الاجتماعات المكثفة بين الحمد الله والمنسق العلنية منها والسرية خطيرة جدا، وتنبئ أننا أمام دور مناط بالسيد رامي الحمد الله ليحول الحكومة لروابط قرى تحت إشراف مردخاي، وهناك نية لتجاهل وإهمال مؤسسات شعبنا وعلى رأسها الرئاسة والتشريعي، فالاحتلال معني من إنهاء أي مؤسسات سياسية سيادية ذات طموح، ولهذا احذر السيد رامي الحمد الله من المساهمة بروابط قرى منسق، وعليه رفض هذا الدور الخطير والذي يعتبر في العرف الوطني خيانة وتبعية للاحتلال غير مبررة او مقبولة، وحتى حركة فتح لن تقبل وتسمح بذلك.

هذه المشكلة ليست خاصة بحركة فتح ولا بالسلطة وقيادتها، هذه أزمة مشروع وكيان، ومسؤولية القوى المختلفة أن تتداعى وتعمل على ترميم ما يمكن ترميمه واستنهاض منظمة التحرير الفلسطينية باشراك جميع القوى والبدء بحالة انقاذ وطني عنوانها رفض المخططات الاسرائيلية وعدم قبولا روابط قرى برئاسة المنسق وبوسيط لا يملك من امره شيء.

البث المباشر