قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: وباء العقوبات

رامي خريس
رامي خريس

رامي خريس

انتقلت حمى العقوبات التي تنتهجها حكومة فتح ضد غزة إلى الضفة الغربية بعد إحالة معلمين إلى التقاعد القسري.

صامد صنوبر (31 عامًا) أحيل إلى التقاعد بعد سبعة أعوام فقط في المهنة، وكذلك فعلوا مع المعلمة رجاء لحلوح التي خدمت في قطاع التعليم (14عامًا).

وهكذا ينتاب الكثيرون ممن يظنون أنهم يمتلكون أوراقا رابحة بأيديهم "لحظات هوس" تدفعهم لتكرار ارتكاب جرائمهم مرة تلو الأخرى تحت عنوان عريض واحد هو العقاب.

فهم يبدأون إجراءاتهم بالمقاطعة والحصار وقطع الرواتب والتقاعد المبكر، كل هذه المصطلحات لهدف واحد "التركيع" و "التطويع".

التركيع استهدف غزة أولاً، ظن حينها البعض أن موظفي الحكومة في غزة هم الذين سيتعرضون للضرر، وما هو إلا وقت قصير حتى ألحقوا بهم موظفي السلطة في غزة فخصموا من رواتبهم ما نسبته 30%، وبدأ بعدها مسلسل قطع الرواتب بحجة "التجنح" الذي طال الكثيرين من أنصار القيادي الفتحاوي محمد دحلان، وحين سكت الذين لم يصبهم الضرر لاحقهم التقاعد القسري في غزة وتعرضوا لمجزرة أخرى عنوانها "التقاعد المبكر".

وينتقل الوباء إلى الضفة الغربية سريعاً معلناً سياسة المرحلة الجديدة "الجوع" لمن سيقول "لا"، ففي اختبار أولي تم إحالة 2 من المعلمين إلى التقاعد المبكر وهم في ريعان شبابهم.

التوقعات تشير إلى أن الأمر لن يقف عند هذا الحد حيث يبدو واضحاً أن هناك من عجبته لعبة "العقاب" وأدواتها الجديدة القديمة.. لعبة قطع أرزاق الناس عندما يكونون غير الذي يريده أولو الأمر والقوة.

تقول تقارير المراكز الحقوقية الفلسطينية أن ما يزيد عن 7 آلاف موظف تم احالتهم إلى التقاعد القسري في القطاع وطالما بدأت الحمى في الضفة فإنه من المتوقع أن يحيل رئيس السلطة محمود عباس الوطن إلى التقاعد طالما أن مشروع الدولة الذي وعد به لن يتحقق.

البث المباشر