قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: اطلبوا العلم من الصين

وسام عفيفة

في غمرة الغرق في أزمات الحياة، اليأس والإحباط نتيجة حرب الإفقار التي تشنها عدة أطراف ضد شعبنا الفلسطيني، افقار اقتصادي وانساني وتعليمي، أدى الى نظرة مستقبلية متشائمة لدى أولياء الأمور اتجاه مستقبل الأبناء، ومخاوف على مصير الجيل القادم.

في غمرة كل ذلك نبحث عن ضوء في نهاية النفق... التفكير بحلول بدل النواح على الحاضر واللطم على وجه المستقبل، وفي رحاب في القول المأثور: "اطلبوا العلم ولو في الصين"، تبدو الفكرة خارج صناديق الحصار، تخترق الاسلاك الشائكة التي تحيط بعقلولنا.

ولكن كيف ذلك؟

العقود الأخيرة شهدت صعودًا للصين بشكل لافت، إلى الدرجة التي جعلت الكثير من المتخصصين يتوقعون للصين أن تزيح الولايات المتحدة الأمريكية من فوق عرش ريادة مجالات البحث العلمي والتقنية في القرن الحالي، وأن تصبح الصين مركز جذب للباحثين والمتخصصين في المجالات البحثية المختلفة.

لهذه الأسباب يهتم الكثير من اثرياء العالم بتعليم أبنائهم اللغة الصينية باعتبارها لغة المستقبل ما دفع كل من إيفانكا ترامب سيدة الأعمال وابنة الرئيس الأمريكي، ومارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، وجيف بيزوس مؤسس أمازون وأغنى رجل في العالم، ان يهتموا بتعليم الصينية لأبنائهم، وذلك بسبب أن اللغة الصينية تعد أكثر لغة يتحدث بها الناس في العالم، حيث يوجد أكثر من مليار و200 مليون يتحدثونها في الوقت الحالي، وبسبب النمو الاقتصادي الصيني السريع؛ ولأنها قد تستبدل الإنجليزية يومًا ما أو قد تساويها في قدر الأهمية.

كما ان هناك العديد من المؤشرات على الرغبة الصينية في صناعة التفوق العلمي والرغبة في تصدير لغة العلوم لتصبح المتحدث الرسمي في النقاشات الدولية.

أكثر من ذلك تسعى الصين للسيطرة على العالم في القرن الجاري، وتحويله إلى قرن الأمجاد الصينية، والمفتاح لهذه السيطرة الى جانب التفوق العلمي هو مشروع "طريق الحرير الجديد" والذي يعد أضخم محاولة هندسية منذ عصر الإمبراطورية الرومانية، والذي يتضمن طرقًا وخطوطًا للسكة الحديدية، وكل ما يخدمها من بنى تحتية، ومن بينها خطوط الطاقة والإنترنت عبر أراض تمتد من غرب الصين مرورًا بآسيا الوسطى، وصولًا إلى أوروبا والشرق الأوسط.

لهذا يستحق الأمر ان نعيد النظر بمستقبل أبنائنا ولنبدأ بتعليمهم اللغة الصينية، ولنطلب العلم من الصين. 

البث المباشر