قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ليس الحمد الله المستهدف من التفجير ولكن المصالحة!!

مصطفى-الصواف
مصطفى-الصواف

مصطفى الصواف

ما حدث بالأمس الثلاثاء 13 / 3 من تفجير لعبوة ناسفة في نهاية موكب رامي الحمد الله لدى دخوله إلى قطاع غزة بعيدا عمن قام بهذا التفجير والهدف منه هو عمل جبان ومدان ولا يستقيم مع أخلاق الشعب الفلسطيني؛ لأن الخلافات مهما وصلت لا يمكن حلها من خلال القتل والارهاب أو التصفية الجسدية، ولو كان الأمر كذلك لوجدنا سيلا من الدماء ناتجا عن اغتيال عديد من القيادات السياسية الفلسطينية على مختلف مسمياتها.

وهنا يمكن الحديث عن اسباب التفجير على الأقل من وجهة نظري لما حدث، وهو أن التفجير لم يكن يستهدف رامي الحمد الله ولا موكبه وذلك لعدة اسباب سنسردها، ولكن المستهدف هو المصالحة المتعثرة، لأن من وضع العبوة وفجرها في نهاية الموكب لم يرد إحداث قتل بقدر سعيه للتشويش على مصالحة تتعثر، فلو كان المستهدف رامي الحمد الله وموكبه لكان شكل الانفجار ونوعه ولحظة حدوثه مختلفة تماما عما حدث.

من يريد الاغتيال او القتل يقوم بما قام بتجهيز عبوة شديدة الانفجار ويستخدم مواد متفجرة قاتلة من حيث النوع أو من حيث الكم، ثم إن مكان وضع العبوة وطريقة تفجيريها يؤكد أن الهدف ليس القتل ولكن الهدف سياسي وهو العمل على افشال المصالحة والدفع بمحمود عباس لاتخاذ إجراءات أشد بحق قطاع غزة، فلو كان الهدف القتل لتم تفجير العبوة في لحظة مرور سيارة الحمد الله مباشرة ولو كان الأمر كذلك لربما وقعت مجزرة وليس تضرر سيارة نتيجة تناثر حجارة المكان الذي زرعت فيه.

الناظر لسيارة الجيب التي عرضتها الصور يؤكد أن التفجير قد لا يتعدى عبوة صوتية ذات تأثير محدود جدا وأن سيارة الجيب لم يحدث فيها أي قطع أو تدمير أو إصابات ودليل ذلك أن زجاج الجيب كان من النوع الذي لا يتساقط حتى يجرح ثم الادعاء بإصابة سبعة من عناصر أمن الرئاسة وأنهم عولجوا في رام الله أمر يدعو للسخرية، لأن من يصاب بجروح في انفجار يحتاج معالجة سريعة وليس الانتظار بعد الحادث والافتتاح ثم المغادرة والعودة إلى رام الله.

وفي نفس الوقت ما صدر عن مكتب الرئاسة فور وقوع الانفجار من إدانة مباشرة وتحمل المسئولية لحركة حماس أمر يدعو إلى الريبة ويجعل المراقب يتوقف كثيرا، اتهام بهذا الشكل السريع يرسم صورة بأن البيانات والتصريحات والتعليقات والاتهامات معدة مسبقا وهذا يدل يدل على غباء سياسي واستعجال في قطف ثمار عملية التفجير التي حدثت، وكان المفترض التريث والانتظار حتى عودة الوفد أو مشاهدة الفيديوهات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة.

أنا هنا لا اتهم أحدا؛ ولكن أشير إلى بعض الأمور التي كان يجب تداركها قبل توزيع الاتهامات بلا دليل أو سند، ولعل أهم الأمور عدم استباق نتائج التحقيق والانتظار حتى تنتهي التحقيقات خاصة أن هناك من تم احتجازهم، ويجري التحقيق في اتجاهات عدة واستباق النتائج هو محاولة تضليل وحرف للتحقيقات.

ثم لو كانت حركة حماس تقف خلف التفجير لاستخدمت اسلوبا مختلفا وطريقة جعلت الكثيرين في حيرة من أمرها، ولو تم تنفيذ الأمر خارج قطاع غزة لقطع أي شبهة في ذلك، ثم إن حماس وكثيرين يدركون أن رامي الحمد الله ليس الطرف الذي يعطل المصالحة وأن الحمد الله هو أداة تنفذ ما يصدر لها من تعليمات من محمود عباس وعلى ذلك لماذا تتخلص منه؟

لذلك هناك جهة لا تريد مصالحة وهي ترى أن المصالحة تضر بمصالحها، ورأت أن تفجيرا بهذا الشكل وهذه الطريقة قد يزيد الامور تعقيدا ففعلت ما فعلت في تفجير سطحي لا قيمة له عل الامور تصل إلى حالة من إنهاء المصالحة خاصة لو علمنا أن لقاء كان سيكون بين طرف فتح والحكومة وحماس والوفد الأمني المصري لتذليل العقبات التي تعترض المصالحة وخشية هذا الطرف من نجاح الوفد المصري في ذلك كان التفجير السخيف.

البث المباشر