تعاني جزء كبير من الفتيات والنساء، بين الحين والآخر، من ) آلام -مغص- عسر الطمث( الدورة الشهرية، حيث يُرافق الدورة الشهرية ظهور آلامٍ، والتفسير العلمي لهذه الآلام هو بسبب انقباضات الرحم ( بطانة الرحم الداخلية) كردة فعل لإفراز هُرمون بالبروستاغلاندين
(وقد يكون إفراز هرمون "البروستاغلاندين" بكميات أكبر من المعتاد، أو أن أجسامهن أكثر حساسية للهرمون).
وتعتبر آلام الدورة الشهرية أحد أشهر الأسباب شيوعا لتوجه النساء إلى الاستشارات الطبية.
ويمكن تقسيم هذه الآلام إلى نوعين:
آلام الدورة الشهرية الأولية:
هذه الظاهرة هي أكثر شيوعا لدى الفتيات أو النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و25 عاما، وعادة ما تختفي بعد سنة واحدة حتى سنتين، عندما يصل الجسم إلى حالة التوازن الهرموني. وهي التي فتظهر على شكل آلام في أسفل البطن، أو الظهر، أو الأفخاذ قبل يوم أو يومين من موعد حدوث الدورة أو عند حدوث الدورة، وليس لهذه الآلام أي علاقة أو ارتباط بأية أمراض عند الأنثى.
وتتراوح في درجتها بين الخفيفة والشديدة، وغالباً ما تستمر من 18-72 ساعة، وفي بعض الأحيان قد يرافقها الشعور بالغثيان، أو القيء، أو حتى الإسهال.
آلام الدورة الشهرية الثانوية:
وهي التي تحدث نتيجة إصابة المرأة بأحد مشاكل أو أمراض الجهاز التناسلي.
1. الورم الليفي في الرحم.
2. أورام حميدة في منطقة الحوض، مثل تكيس في المبيض أو حول المبيض.
3. وجود التهابات في منطقة الحوض، -مثل التهاب المثانة - تكشف عن نفسها بإظهار الشعور بالألم بعد بدء الدورة الشهرية، وذلك لأن فتحة الرحم (عنق الرحم ) يتسع خلال الحيض، أما التهابات الحوض الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيا فمن الممكن أن تظهر في أي وقت.
4. استعمال اللولب الرحمي من الممكن أن يزيد من حدة الآلام أثناء الحيض، وخاصة خلال الشهر الأول والثاني من استعماله. وفي حال استمرت آلام الحيض الحادة هذه لفترة تزيد عن 3-4 شهور، أو إذا ازدادت الآلام حدة، فينبغي التفكير في إمكانية إزالة اللولب الرحمي واستعمال وسائل أخرى بديلة لمنع الحمل.
5. تشوهات خلقية في مبنى الرحم، مثل: ضيق الجزء السفلي من الرحم، (عنق الرحم)
6. إذا كانت الفتاة تعاني من زيادة في الوزن أو السمنة، كما أن التدخين يزيد الألم.
ففي مثل كل هذه الحالات تحدث آلام الدورة الشهرية في وقت أبكر وتستمر لفترة زمنية أطول قد تمتد لأسبوع كامل، ومن الملاحظ أنه لا يُرافقها الشعور بالتعب، أو الإسهال أو الغثيان.
الأعراض:
1. ألم في أسفل البطن والظهر
2. غثيان
3. قيء
4. صداع
5. إسهال
6. عصبية وتوتر وتهيج
7. ضعف كامل في عضلات الجسم وإرهاق شديد
8. بعض الفتيات قد تعاني من الإغماء وذلك من شدة الألم
متى يجب مراجعة الطبيب أثناء آلام الدورة الشهرية؟
1. إذا استمر الألم المرافق للدورة أكثر من المعتاد
2. إذا زادت شدة الألم فجأة
3. إذا كان الألم يُرافقه نزيف شديد ويعادل تغيير أكثر من فوطة مبتلة كاملة بالدماء في الساعة الواحدة
4. إذا كان الألم يُرافقه ارتفاع في درجة الحرارة
العلاج:
بعض الإرشادات الأساسية التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية:
1. استخدمي قربة من الماء الدافئ ووضعها على منطقة الألم، فسيكون لها أثر مماثل لمسكّنات الألم الدوائية.
2. تجنبي تناول الأطعمة والمشروبات التي تتسبب باحتباس السوائل أو حدوث الانتفاخ مثل الأطعمة الذهنية، والمالحة، والمشروبات الغازية والمشروبات المحتوية على الكافيين.
3. تناولي بعض الأعشاب التي أثبتت فعاليتها في تخفيف الالتهاب والمغص المرافقَين للدورة الشهرية، ومنها البابونج، والشومر، والقرفة، والزنجبيل.
4. اعملي مساجا بإضافة بعض الزيوت العطرية على منطقة الألم، وسيخف بشكل واضح.
5. تناولي الكالسيوم؛ فقد وجد في الكثير من الدراسات الموثقة أنّ تناول الكالسيوم بكميات كافية، أي ما يُعادل 800 ملغ يومياً للنساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ ما بين (19 -50 عاما)، قد يساعد على انخفاض نسبة حدوث المغص بشكل ملحوظ، ويمكن الحصول على الكالسيوم من مشتقات الألبان، وبذور السمسم، واللوز، وأوراق الخضراوات الخضراء، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول مكمّلات الكالسيوم أمر ممكن بعد استشارة الطبيب.
6. الإكثار من شرب الماء، وذلك لدوره في تخفيف الانتفاخ ومنع احتباس السوائل في الجسم، ويمكن تسخين الماء قبل تناوله لتخفيف المغص، وتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الماء لتحقيق هذا الهدف، ومن أمثلة هذه الأطعمة الخيار، والكرفس والخس، والبطيخ.
7. يجب تناول الأطعمة التي يحتوي على فيتامين ب 6 الذي يعمل على تقليل الانتفاخ، وبعض أنواع المكسرات مثل الجوز، واللوز، وبذور القرع التي تعد غنية بالمغنسيوم الذي يخفف المغص، وبعض المصادر الغنية بفيتامين هـ مثل زيت الزيتون والبروكلي والخس، ويُنصح كذلك بتناول الأطعمة الغنية بالحديد لتعويض ما يتم فقده خلال الدورة الشهرية مثل، الباذنجان والبطاطا المسلوقة والتفاح، والخضراوات ذات الأوراق الخضراء، والأسماك ولحم الدجاج، والكبد
8. ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة أثناء الدورة الشهرية وقبلها، مثل رياضة المشي
العلاجات الدوائية:
أفضل أدوية تساعد في التخفيف من حدة الألم هي المضادة للالتهاب وخصوصا الاحتكاك بالحوض مثل التحاميل وهي متوفرة بالصيدليات دون الحاجة لوصفة من الطبيب، وينصح بتناول هذه الأدوية قبل موعد الدورة، مرة واحدة ولا تزيد عن يومين، ويجب تجنبها في حالة وجود مشاكل في المعدة أو الكلى، وتناولها بعد الأكل.
العلاج الجراحي:
إذا كان سبب الألم المرافق للدورة نتيجة لوجود بعض المشاكل مثل الأورام الليفية، الاورام الحميدة، تكيسات المبيض، أو بطانة الرحم المهاجرة. قد يلجأ الطبيب هنا إلى التدخل الجراحي أو عمليات التنظيف لحل هذه المشاكل.
وأخيرا يجب أن أقول إنه بإمكانك التغلب أو تخفف من مشكلة الألم المرافق للدورة من خلال التعديل على نمط حياتك أي المحافظة على وزن مثالي وممارسة الرياضة بانتظام، وعليك بمتابعة أي تغييرات تطرأ عليك مهما كانت بسيطة، ويجب أن يكون معلوما أنّ هذه الآلام تخف بتقدم المرأة في العمر، وتخفّ كذلك بعد حمل المرأة وإنجابها.
