قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: مقاومة شعبية

بقلم: رامي خريس

تعيد مسيرة العودة الكبرى الاعتبار للعمل الكفاحي الشعبي فالمشاركة هنا تكون من كافة الفئات الشعبية الفلسطينية فالأمر ليس متروكاً للقيادات أو النخب فقط، بل إن أمر المشاركة في شكل من أشكال مقاومة المحتل سيكون متاحاً للجميع.

في غزة هناك المقاومة المسلحة التي كانت لأكبر أجنحتها -كتائب القسام-مناورة عسكرية كبرى، وفي نفس الوقت ستكون على موعد يوم الأرض في 30/3 لإحياء الذكرى في أكبر مسيرة شعبية ستتحرك باتجاه الخط الفاصل شرق القطاع وشماله.

وهكذا تتعامل المقاومة بمرونة عالية مع متطلبات المرحلة، تستخدم ما هو متاح لها من أدوات فإذا تطلب الأمر صاروخاً كانت جاهزة وإذا كانت الحاجة لمسيرة شعبية أو هبة جماهيرية فإن الجمهور الفلسطيني الذي كان مبادراً في انتفاضتين سابقا في عامي 1987، و2000، وكذلك انتفاضة القدس مستعد أيضا ولديه دافعية كبرى للقيام بدوره الوطني الآن أيضاً.

ومن الواضح أن هذا التنقل بين وسائل المقاومة المختلفة وأشكالها مزعجاً للاحتلال وجيشه يجد نفسه مضطراً لإعادة تدريب جنوده على مواجهة المقاتلين تارة وتارة أخرى ملاحقة الغاضبين من أبناء شعبنا ومنعهم من اختراق السياج الفاصل بين غزة ومحيطها.

الغريب أن الضفة الغربية غائبة إلى حد كبير والتركيز يبدو أنه في غزة، التي جمعت بين المقاومة المسلحة والشعبية، فالحاكمون في رام الله الذين يتغنون بالمقاومة الشعبية باتوا اليوم لا يدعمون أي نوع، من المقاومة لا شعبية ولا سلمية ولا غيرها.

ومع اقتراب يوم الأرض لا نكاد نجد مظهراً واحداً فيها من مظاهر التحشيد للعودة أو مسيرتها الكبرى، بل هناك خشية كبيرة من أن تمنع الأجهزة الأمنية في رام الله أي تحرك شعبي يتجه لنقاط التماس فالانتفاضة ولو كانت شعبية فالأرجح أنها لا تريدها.

يبقى هناك احتمالاً أن هذا الاستنتاج خاطئاً .. يا رب!.

البث المباشر