قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: قراءة في مناورات كتائب القسام العسكرية

إبراهيم المدهون

مناورة كتائب القسام دفاعية داخل قطاع غزة، فيها استعداد وترتيب وتجهيز لأي طارئ ومستجد مباغت، وهي تعني أن شعبنا اليوم يتطور والقوة تتراكم، ومع ذلك لن يستخدم أيا من الأسلحة اليوم، لأن التوجه للجماهير ومسيرة العودة والعمل على تكامل الجهد الفلسطيني.

الاحتلال بقصفه المتقطع لغزة يريد بث التردد والاشاعة والخوف وكسر إرادة الشبان الذين يعملون ليل نهار من أجل مسيرة العودة، وما نموذج اجتياح مجموعة من الشباب للحد الفاصل الزائل إلا رسالة واضحة أن شعبنا قادر بصدره العاري أن يغير قواعد اللعبة ويضرب نموذجا جديدا، فغزة ستنفجر كما لم تنفجر من قبل بمسيرة سلمية لا عنفية، مع اعتصامات ممتدة عنوانها أنا عائد.

لا شك ان كتائب القسام تعلن لأول مرة عن مناوراتها وهذا يعني انتشارا واصواتا واخلاءات واقتحامات لمواقع، ويفهم من ذلك ان الكتائب انتقلت من طور المجموعات والعمل العسكري المحدود، لجيش له إمكاناته وترتيباته وتنظيمه واستحقاقاته العملاتية ونظامه الداخلي واحتياجاته التراكمية التوسعية، وأن لديه خططه وأهدافه وسيناريوهاته، وأن هذا الجيش وإن لم يكن بمستوى جيوش الدول التي تمتلك التكنولوجيا والكثافة النيران إلا أنه بات قادرا على التعامل مع الاقتحامات، وصد العدوان والتمويه واستمرار الضرب في ظل الدفاع، وهذا يحتاج دوما لعمليات تطوير واستعداد واختبار لمدى الجهوزية والفعالية والاستجابة السريعة ولا يكون ذلك إلا بالمناورات.

والمناورة ترسل رسالة واضحة لمن يفكر بالعدوان على غزة أن فيها من يصبر ويصمد ويقاوم حتى آخر نفس، وأن المقاومة على استعداد دائم لصد أي عدوان أو تطور نوعي ميداني، خصوصا مع التهديدات السياسية والعسكرية تجاه قطاع غزة، وإن كانت هذه المناورة دفاعية فهي لا تعني الهجوم أو مباغتة العدو في هذه المرحلة بقدر ما ترسل اطمئنان لشعبنا ودليل يقظة وتوثب قطاعات كتائب القسام وألويتها وجهوزيتها، خصوصا في ظل المناورات والاستعداد الإسرائيلي المتواصل.

لا يظن أحد أن المناورة إعلان حرب أو أنها تقربها أو هي بديل عن الفعل الشعبي الهادر، وإنما جزء من اكتمال الصورة ودرع حماية لشعبنا، ولا شك أن تواصل تطور كتائب القسام إلى هذه الدرجة هو مكسب وطني وحالة اعتزاز لا تنحصر في حماس بل كل فلسطيني، خصوصا اذا ما عرفنا أن سلاح القسام ما هو إلا الدرع الواقي والحامي للمشروع الوطني وهو الشوكة الدامية للاحتلال.

المناورة فرصة لإظهار الالتفاف الشعبي والتعاضد الداخلي وتعزيز التراص والتكامل، ونقل صورة الوحدة الوطنية والتماسك الفلسطيني، بمقاومة تحمي شعبها وشعب يحتضن مقاومته ويحافظ على سلاحه، في ظل الاستعداد والتحضير لمسيرة العودة الكبرى والتي ستصنع المتغيرات.

البث المباشر