قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: سلمية الحراك واجب وطني

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

مسيرة العودة وفك الحصار منذ التحضير لها والحديث يدور عن سلمية المسيرة وكانت هذه السلمية طابعها رغم بطش الاحتلال واستخدامه للقوة المميتة والتهديد والوعيد ورغم ذلك لازالت المسيرة تحافظ على سلميتها سواء في أسبوعها الأول أوأسبوعها الثاني وهي لازالت ترفع شعار السلمية قولا وفعلا.

أسبوع المسيرة الثالث هو رفع علم فلسطين وفي نفس الوقت إحراق علم الاحتلال للتأكيد على أن هذا الاحتلال إلى زوال وأن نهايته اقتربت، وهذا يحتاج الى التزام الجميع بسلمية الحراك الشعبي وعدم التهور واستعجال الأمور والاستماع إلى الجهات المشرفة والمنظمة لهذا الحراك.

هذه السلمية في الحراك وضعت الاحتلال الصهيوني أمام نفسه عاريا متخبطا لا يملك إلا مواصلة استخدام نهجه الإرهابي في مواجهة الصدور العارية بمزيد من النار ومزيد من القتل، وهذه السلمية كشفت عورة الاحتلال أمام العالم والذي يرى أن تعامل الاحتلال مع المسيرة مرفوض وان سلمية الحراك تستلزم من الاحتلال البحث عن وسيلة بعيدة عن استخدام الأسلحة النارية لأن هذه المسيرات لا تهدد الاحتلال ولا جنوده وهي تعبير عن حالة الرفض لهذا التخاذل الدولي ولهذا الحصار المفروض على القطاع، وهي لرفض مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية والتأكيد على الحق الفلسطيني في الارض والقدس.

هذه التجمعات السلمية هي شعبية بامتياز وأن القوى والفصائل الفلسطينية تأتي خلف هذه الجموع الشعبية والتي شكلت الحاضنة التي احتضنت الأدوار بين الجمهور الفلسطيني والمقاومة، فبعد أن كانت المقاومة تتقدم خلال مواجهتها للاحتلال يقف الجمهور من خلفها حاميا دافعا لها لمواجهة المحتل دون خشية على جبهته الداخلية فكان الصمود والتصدي للمحتل من أفشل ما خطط له الاحتلال من أهداف رغم ما دفعه المواطن من أثمان من أرواحه ودمائه ثمنا لهذا التحدي والتصدي.

اليوم تتقدم الجماهير وتتراجع المقاومة للخلف وتلعب الدور الذي لعبته الجماهير في حماية الجبهة الداخلية، اليوم المقاوم تقف خلف الجماهير دفاعا وحماية لقرارها في العودة التي انتظرها الفلسطينيون سبعين عاما، المقاومة اليوم لم تتخلَ عن دورها ومكانتها، بل هي تقف بالمرصاد للمحتل وتتيح الفرصة للحراك السلمي للتأكيد على حق العودة، وأن يبدأ مرحلة جديدة في كتابة التاريخ الفلسطيني الحديث بسلميته ليعرّي المحتل، ويكشف الزيف الذي يلف العالم المستسلم وغير القادر على حماية ما يقرر حتى إذا ما اشتبكت المقاومة مع المحتل لا يكون لهذا العالم بعد ذلك حديث عن العنف والارهاب والمقاومة، لقد أعطي الفرصة ولم يحرك ساكنا وبقي على موقفه من مطالبة ضبط النفس والحديث الخجول عند إدانة الاحتلال دون فعل على أرض الواقع.

ومن نافلة القول إن قوى المقاومة لم تتخلَ عن المقاومة لصالح الحراك الشعبي السلمي بل بقيت تحافظ على المقاومة من الدفع بالخيار السلمي في هذه المرحلة، مؤكدة أنها لا تزال تعمل على تطوير مقاومتها وتحافظ على ملكيتها لأدواتها المختلفة، وأن ما يجري هو تقديم اداة وتأخير أخرى دون ان يكون ذلك فيه ما يمكن أن يشكل تراجعا عن المقاومة لصالح الفعل الشعبي ولا ترك العمل الشعبي لحساب المقاومة.

نحن شعب محتل ومن حقنا استخدام كل الادوات بطريقة تحقق الاهداف المرجوة ـ استخدام سلاح الحراك الشعبي لا يمكن أن يكون عن طريق إهمال المقاومة ودورها وأهميتها؛ ولكن لكل مرحلة أداة تتناسب معها وتتقدم على غيرها دون إلغاء الأدوات الأخرى لأن ذلك يشكل عقما في التفكير وسوء تقدير للواقع.

سلمية الحراك الشعبي في هذه المرحلة مهم، والاستجابة له تقلل من الخسائر التي تصيب شعبنا، وتقطع الطريق على الاحتلال والذي لا يحتاج إلى مبررات لإرهابه ولكن نحن نريد أن نوصل رسالة لهذا العالم أن الاحتلال إرهابي مجرم لا يحترم السلمية ولا القوانين الدولية ويجب أن يعاقب.

البث المباشر