فدائية الجنوب .. البصل والليمون عتادها لمسيرة العودة

الرسالة-تسنيم أبو محسن

تجهز صابرين النجار حقيبتها الصغيرة وتلبس الثوب الفلسطيني قبيل انطلاقها لمسيرة العودة شرق خانيونس، حاملة الليمون والبصل والعطر لمساعدة الشباب المصابين بحالات الإغماء جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع.

وتعيش النجار - 41 عاماً – في بني سهيلا بمحافظة خانيونس، مع زوجها وابنتها التي لم تنجبها فهي ابنة أختها تربيها وترعاها وتسقيها من حب فلسطين.

وتحلم بالعودة إلى قريتها الأصلية سلمة في يافا، حيث خرجت ككل أبناء الشعب الفلسطيني لتلبي نداء الحق، حيث تقول: "أريد العودة لبلادي وأشم رائحتها ورائحة عبق مدينتي وهذا من حقي"، لكنه القدر الذي آمنت به صابرين في الجمعة الأولى بعد خروجها لمسيرة العودة، حيث أرادت وضع العلم الفلسطيني على السلك الفاصل بينها وبين الأراضي المحتلة عام 48، لكن الرصاص الحي بدأ يتطاير حولها، فعادت إلى الوراء، ثم مضت قُدماً نحو السلك، فكانت رصاصة غادرة لها بالمرصاد فأصيبت في قدمها اليسرى ووقعت أرضاً.

تحدثت صابرين للرسالة قائلة: "نُقلت إلى مستشفى ناصر الطبي بالمدينة، وأُجريت لي عمليتان فإصابتي خطيرة، لكن هذه ليست المرة الأولى التي أصيبت فيها، فقد أصبت في منطقة نتساريم، بعد خروجي منذ زمن في مظاهرة للشهيد محمد الدرة".

"فدائية الجنوب" لقب أطلقه الشباب الثائر عليها، فهي لا تخشى الموت، ولا إسرائيل، امرأة قوية، من عائلة مناضلة، فيها الأسير والشهيد، فابن عمها فادي أسير في سجون الاحتلال منذ أربعة عشر عاماً ومن المتوقع خروجه العام المقبل.

تشجع صابرين أبناء عائلتها للمشاركة بالمسيرة وتخرج في كل مسيرة لشهيد وفي فعاليات الأسرى وآخرها كانت فعالية للطفلة عهد التميمي.

تضيف النجار عند توجهنا لبيتها " ليست أنا من يخرج فقط فزوجي أيضاً ورغم وضعنا الاقتصادي الصعب نذهب إلى الحدود الشرقية من خانيونس كل جمعة، ونعاني من المواصلات بشكل كبير فندفع 10 شواكل حتى نصل للحدود".

بعد إصابتها لم تقفل النجار بابها على نفسها لكنها ذهبت للحدود مرة أخرى في جمعة الكوشوك، حيث جهزت مع أخواتها الغذاء والعصير والمياه وذهبت لتنقلهم إلى هناك، حيث المكان الذي تشعر فيه بالأمان.

وحالياً شكلت الجريحة صابرين مع أقاربها مجموعة التحدي والصمود التي تتكون من ثلاثين شخصا، يمتلكون خيمة ع الحدود الشرقية من خانيونس.

وتوجه رسالة لكل أم "اذهبي أنتِ وأبناءك وزوجك للحدود، لنعود إلى أرضنا ومقدساتنا ولنحمي شبابنا".

لم تكن هذه المرة الأولى التي تشارك وتخرج فيها صابرين لمساعدة الناس بل كانت لها بصمة في الحروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة في مدارس خانيونس بتقديم الكابونات ووجبات الطعام لهم.

عندما سألتها عن أمنيتها، ظهرت ملامح وجعها حتى وقفت الدموع على نافذة عيونها وقالت "أمنيتي أن أستشهد في سيبل الله".   

30118990_1799553550350500_1549171736_n

30118146_1799553523683836_1781090832_n

البث المباشر