إسراء الصوري
- إلى روح الشهيد ياسر مرتجى
أَتَيْتَ إِلَى الْقُلُوبِ رَاحِلًا
ثُمَّ وَاصَلْتَ بِنَا الرَّحِيلْ
نِلْتَ حُبًّا مِنَ الْإِلَهِ رِضًــا
فَنَادَى بِنَا لِحُبِّكَ جِبْرِيلْ
مَاذَا بِأَمْسِكَ كُنْتَ صَانِعًا
فَغَدَا إِلَيْكَ بِحُبٍّ جَزِيلْ
لَبِثَ فِيكَ الْعَيْشُ ثَلَاثِينًا
وَلِأَهْلِ الْجِنَانِ عُمْرٌ مَثِيلْ
الْبَاكِيَ مِنَّا أَرْجُوهُ مُزَغْرِدًا
فَإِنَّمَا يَعْلُوكَ عَرْشٌ ظَلِيلْ
فَلَا حُزْنٌ عَلَيْكَ وَلَا دَمْعًا
نَذْرِفُهُ فَهُوَ عَلَيْنَا يَسِيلْ
عَلَّكَ بِفِرْدَوْسٍ الْآنَ مُنَعَّمًا
مِنْ عَدْنٍ تُرْوَى بِسَلْسَبِيلْ
فَكَيْفَ لَنَا الْمَجِيءُ ضُيُوفًا
تُسْقِينَا شَرْبَةً مِنْهَا زَنْجَبِيلْ
وَعَلَى الْأَرَائِكِ نَرَاكَ مُتَّكِأً
تُدْنِيكَ الْأَعْنَابُ وَالنَّخِيلْ
فَثَوْبًا مِنَ الْحَرِيرِ مُرْتَدِيًا
فُرُشُكَ مِنْ اسْتَبْرَقٍ جَمِيلْ
ذَاكَ النَّعِيمِ نَبْتَهِلُكَ مُخَلَّدًا
تُرِحْ بِهِ مِنَ الدُّنْيَا الْأَسِيلْ
قَصُرَ بِهِ الْوَصْفُ لَكِنَّهُ قَوْلًا
لا يَسَعُ لِبَيَانِهِ لَيْلٌ طَوِيلْ
لَيْتَ بِوِسْعِكَ تُصَوِّرُهَا عَيْنًا
كَمَا عَهِدْنَاكَ لِلْحَقِيقَةِ جَلِيلْ
فَعَانِقْ السَّمَاءَ وَابْقَاهَا مُحَلِّقًا
إِنَّكَ جَاوَزْتَ بِمُنَاكَ السَّبِيلْ