قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: غزة ما بين تهدئة ومواجهة

صورة
صورة

بقلم: إبراهيم المدهون    

اقترب الموعد الفاصل الذي سيخرج فيه الناس للعودة ولإسماع صوتهم بقوة حتى فك الحصار، فأيام14-15 مايو من عام 2018 حاسمة ومفصلية، فهي ذكرى النكبة السبعين للشعب الفلسطيني، وتشهد استفزاز نقل السفارة الأمريكية للقدس ومع استمرار التحديات والصفقات وزيادة الحصار لم تتبق خيارات كثيرة، لهذا سيكون الاقوى والاكثر عنفوانا وحضورا واشتباكا، فالجميع اليوم يستشعر خطر الانفجار في غزة بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي ودول الإقليم، لهذا يقوم الاحتلال بنشر تسريباته حول عروض للتهدئة في غزة مقابل فك الحصار، وهو معني بتشتيت جهود تحشيد مسيرات العودة التي قد تمتد لساحات أخرى في الضفة الغربية والداخل المحتل عام 48.

للأسف السلطة الفلسطينية جزء من الازمة وليس الحل بعدما تخلت عن قطاع غزة، وزادت من أزماته، ولاتباع رئيس السلطة محمود عباس سياسة الانفصال والعزل تجاه القطاع، وتخلي الحكومة عن القيام بواجباتها، الأمر الذي يضع الكثير من الخيارات على الطاولة من ضمنها ترتيب قطاع غزة بشكل منفصل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ولا شك أن حركة حماس لم تعرض شيئاً مما ذكره الإعلام العبري، ولكن لم تنف بشكل صريح وواضح، وغير مطلوب منها ان تنفي او تؤكد. وهذا يفتح الباب واسعا ويدل على سياسة الحركة الواضحة حول تقبل الخيارات المختلفة من غير استبعاد لأي منها، فكل ما تخشاه (إسرائيل) هو انفجار غزة، لذلك هي تريد الهروب من حالة القلق خصوصاً في المرحلة القادمة، ولكنها لا تريد دفع القطاع ليتنفس ويعيش حياة ادمية، لهذا تبقي على الحصار وتريد التهدئة واعتقد ان هذين الامرين من الصعب الاستمرار بهما طويلا في الوقت نفسه.

نحن على شفا حفرة ونسير في حقل ألغام دقيق جدا ومتشعب، وما نراه الآن من واقع صعب وخطير ومليء بالمفاجآت قد يتجه إلى الانفجار الشعبي والجماهيري وقد يمتد إلى ما بعد نقاط التماس بكثير، وقد تحدث فوضى على الخط الزائل، ويصل إلى مواجهة عسكرية مختلفة عن سابقتها، وفي نفس الوقت قد نصل إلى تسويات عن طريق تهدئة تضمن حياة كريمة لغزة، ويجب إدراك أنه لا شيء مستحيلا في الظروف الحالية، خصوصاً أن الواقع بات لا يحتمل، وهناك تخل من السلطة واستهتار بغزة، لهذا لا تصلح السلطة لتكون شريكا في أي فعل يخص غزة.

البث المباشر