قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: خيار الشعب.. المسيرة مستمرة

صورة الكاتب
صورة الكاتب

وسام حسن أبو شمالة

القضية الفلسطينية مرت بمراحل صعبة منذ النكبة قبل سبعين عاما، فمع هزيمة عام 48 وتشريد ثلثي الشعب الفلسطيني عن أرضه وما تلاها من هزائم عربية تعرضت القضية الفلسطينية لمحاولات تصفيتها بالحرب تارة وبالتسوية تارة أخرى، وساهم المجتمع الدولي وأنظمة عربية في تراجع أسهم القضية الفلسطينية عبر أغلب المحطات، وفي كل مرة يبدو فيها الاحتلال وكأنه على مشارف الانقضاض على هذه القضية العادلة ويتأهب لإعلان الانتصار، يخرج أصحاب الحق بكل عنفوان ليؤكدوا أنهم أصحاب الأرض ولن يتخلوا عن حقهم ما دام فيهم عرق ينبض. هكذا كانت معركة الكرامة بعد هزيمة 67 المدوية، وانتفاضة 87 بعد خروج المنظمة من بيروت عام 82، والعمليات الاستشهادية في التسعينيات بعد جريمة أوسلو عام 93، وانتفاضة الأقصى عام 2000 بعد وصول مسار أوسلو لطريق مسدود وفشل كامب ديفيد الثانية ورفض أبو عمار للاستمرار في سيناريو التنازل الممتد منذ خطيئة أوسلو، والصمود الفلسطيني الاسطوري وافشال إسقاط خيار المقاومة الفلسطينية في غزة بعد ثلاثة حروب شنها الاحتلال على غزة بعد تولي حركة حماس الحكم في غزة وتمسكها بالمقاومة وتطويرها لسلاح المقاومة لصد العدوان الصهيوني والإعداد لمعركة التحرير والعودة، والعديد من المحطات الهامة التي ذكرنا أمثلة عليها إلى ان وصلنا إلى المحطة الأصعب على الإطلاق وهي محاولة فرض ما يسمى بصفقة القرن على الشعب الفلسطيني وأبرز معالمها تهويد القدس بالكامل وإلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، وما يزيد من صعوبة المحطة الراهنة تماهي الإدارة الأمريكية بالكامل مع حكومة العدو بل تقف إدارة ترمب إلى يمين حكومة نتنياهو، وأصبحت المواقف العربية إما متواطئة او صامتة او عاجزة، بينما القيادة الرسمية الفلسطينية تتظاهر برفضها للصفقة وتعنفها شتما ولا تفعل على الأرض إلا ما يصب في خانة تنفيذ الصفقة "أوسعتهم شتما وفازوا بالإبل".

وسط هذا الكم الهائل من حالة التراجع التي قد تؤدي إلى إحباط اي حالة ثورية وتستدعي استسلاما للواقع المرير، خرجت غزة بإجماع غير مسبوق وبإبداع فلسطيني خالص لتعلن عن رفضها قولا وفعلا لصفقة ترمب وترفض رفع راية الاستسلام وهي المحاصرة المكلومة من القريب قبل البعيد ومن الصديق قبل العدو، وتطلق شرارة الانتفاضة في وجه ثلثي جيش العدو الرابض على تخوم غزة منذ أكثر من سبعة أسابيع وتحديدا مع انطلاق شرارة مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس 2018 وتصل الشرارة ذروتها في نفس التوقيت الذي أراده الاحتلال لإعلان نصره باستحواذه على القدس العربية كاملة وفي ذكرى اغتصابه لفلسطين وإنشاء كيانه الزائل، وإذا بغزة تخطف بعظمتها الصورة لتحولها لصورة البقاء والمقاومة ولو بالصدور العارية حتى لو خذلتها كل الساحات، فغزة لا تزال تراهن على عنفوان شعبنا في كل مكان وستكسب الرهان عاجلا او آجلا.

خيار شعبنا الاستمرار والمضي بمسيرة العودة الكبرى ورهان شعبنا على نفسه وحقه وثباته على أرضه لن يخسر، وهو يدرك جيدا أن عدوه رغم بطشه مأزوم أخلاقيا ورغم فرحه مهموم معنويا ورغم قوته وبطشه مستنزف ماديا، أما شعبنا فيعرف طريقه ويدرك خياراته وسيخوضها بيقين وصبر وسينتصر.

البث المباشر