قائد الطوفان قائد الطوفان

هل بدأت إسرائيل أولى معارك الإبادة الجينية في محرقة غزة؟

غولدا مائير: أُُصاب بالغثيان صباح كل يوم يولد فيه طفل فلسطيني

باسم عبد الله أبو عطايا- الرسالة نت

منذ انتهاء العدوان  الصهيوني على قطاع غزة مطلع يناير الماضي وعشرات التقارير العلمية تتحدث عن استخدام جيش الاحتلال لأسلحة محرمة دوليا وأسلحة ربما تكون قد استخدمت للمرة الأولى يمتد تأثيرها على الإنسان والبيئة لعشرات السنين.

ويشير كثير من الخبراء إلى أن ما استخدمته "إسرائيل" من أسلحة في معركتها ضد المدنيين في قطاع غزة يحتاج إلى عشرات الدراسات والأبحاث والتحليلات العلمية الدقيقة حتى تكشف مخاطره وأضراره على الإنسان والبيئة والحياة بشكل عام مما يمكن أن يشكل جريمة شاملة ضد الإنسانية.

"الرسالة نت" فتحت فى العدد الماضى " 729 " ملف استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة, واستعرضت في التقرير " الذي حمل اسم أطفال غزة يولدون بلا قلوب " بعض الحالات التي تم الإعلان عنها في مستشفيات القطاع, حيث تم اكتشاف عدد من حالات تشوه الأجنة في أرحام أمهاتهم بنسب لم تكن موجودة قبل ذلك في غزة والإعلان عن عدد من المواليد خرجوا إلى الدنيا يحملون تشوهات لم نسمع عنها من قبل مثل أطفال ولدوا بقلوب غير مكتملة وحالة ولادة لطفلة بلا رأس وأطفال سقطوا بلا أطراف, والغريب أن كثيرا من هذه الحالات لم يتم اكتشافها فترة الحمل على الرغم من مداومة الكثير من الأمهات الحوامل على تصوير الاجنة والمتابعة مع الاطباء.

التقرير أثار قضية

جهات كثيرة اتصلت " بالرسالة نت "  لتدلى بشهاداتها بعد أن شجعها ما سمعت وما قرأت في التقرير لان الأمر لم يعد يتعلق بوالدي الطفل المعاق فحسب، وأصبح الحديث لا يقتصر على حالة خاصة أو عن حالة إعاقة خلقية إنما هي جريمة إنسانية ارتكبت بحق أبناء قطاع غزة بل جريمة حرب يجب أن لا تمر مرور الكرام ولا يمكن القبول بها والصمت عليها .

الاتصالات والشهادات التي وصلت "الرسالة" لم تقف عند حد ولادة مشوهة أو غير مكتملة, إنما امتد ليصل إلى الأجنة والبويضات في أرحام الأمهات .

"الرسالة نت" اتصلت بالدكتور بهاء الغلايني مدير مركز البسمة للتخصيب وأطفال الأنابيب وطلبت منه الإدلاء بشهادته في هذا الملف فكشف أنه بعد انتهاء الحرب وبعد عودته لممارسة عمله في المركز في مارس 2009 وبدأ بسحب بويضات من النساء بهدف تخصيبها وتلقيحها وجد أن هناك نسبة مرتفعة جدا من النساء اللواتي زرن المركز يعانين من مشاكل كبيرة في المبايض, وقال:"جميع البويضات التي تم الحصول عليها كانت لا تصلح للتخصيب و بها نسبة عالية جدا من التشوه  وإن ما استطعنا استصلاحه وتلقيحه أنتج أجنة مشوهة , إضافة إلى نسبة إجهاض عالية وعالية جدا" .

وأضاف: "قد لا يكون هذا الأمر مستغربا إذا تعلق بشخص او شخصين لكن الغريب أن عدد النساء اللائي عانين من مثل هذه الأعراض يجعل الأمر مستغربا ومستغربا جدا اضافة الى ان اغلب الحالات حدثت في فترة الحرب وبعدها".

جمع أدلة

هذه الشهادة قد تكون أولية  وقد تحتاج إلى إثبات لكن الحقيقة التي لا تقبل الشك أن الأسلحة التي استخدمت في غزة لأول مرة والتي كانت تستهدف ليس فقط البشر على الأرض ولا الشجر والحجر بل الأجنة في بطون أمهاتهم  قد تكون السبب الأول والمباشر لما يحدث اليوم في غزة لكن الأمر يحتاج إلى إثباتات علمية وأدلة لان الأمر غير مستبعد .

 وهنا ينبغي أن نربط بين هذه العمليات الأخيرة التي تستهدف إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة  بأحدث ما توصلت اليه الآلة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، وبين ما ذكرته رئيسة وزراء إسرائيل السابقة "غولدا مائير" عندما قالت إنها "تصاب بالغثيان صباح كل يوم يولد فيه طفل فلسطيني"، كذلك تصريح رئيس وزراء إسرائيل السابق "إسحاق رابين" الذي قال فيه: "أود لو يبتلع البحر غزة بسكانها".

أضف إلى ذلك ما كشفت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي النقاب عنه بعد  انتهاء الحرب من  أن الجيش " الإسرائيلي" استخدم في الحرب على القطاع ألف طن من المتفجرات، خلال ‏2500‏ غارة نفذها سلاح الجو في غضون ثلاثة أسابيع  في عملية الرصاص المصبوب، وما خفي كان أعظم.

حقل تجارب

 ومما لا شك فيه أن غزة باتت حقلا لتجارب الأسلحة والذخائر الفتاكة الجديدة التي تستهدف "القتل الأكيد"، ويمكن تسميتها أسلحة الإبادة الكيماوية والجينية، والمثير للعجب أن يتم استخدام أسلحة جينية في منطقة مفتوحة مكتظة بالسكان كقطاع غزة أمام نظر وسمع العالم أجمع، الذي لم يحرك ساكنا أمام هذه الجرائم المتتالية النكراء، وتتغاضى المنظمات الدولية التي تغط في سبات عميق، عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا ، فهل بدأت أولى معارك الإبادة الجينية في محرقة غزة؟

بعض التقارير الصحفية أظهرت من قبل أن "إسرائيل" تسعى لاستخدام هذه الأسلحة المحرمة في أوقات السلم قبل أوقات الحرب، ويسعى العلماء في إسرائيل لتطوير أسلحة بيولوجية أو جينية على وجه التحديد يمكن أن تقتل العرب فقط ولا تلحق ضررا باليهود، وذلك عن طريق الموروثات (الجينات).

وذكرت مجلة "فوكس" أن عمل هذا السلاح مبني على فكرة أن العرب يحملون جينات معينة تميزهم عن غيرهم من الأجناس، واعتمادا على تلك الجينات سيتم إنتاج سلالات من البكتيريا والفيروسات القاتلة التي تدخل إلى الجسم وتتعرف على تلك الجينات داخل الخلايا، فإذا كانت موجودة فإن الجراثيم تبدأ في التأثير على الحمض النووي داخل الخلايا مما يؤدي إلى تدميرها.

دعوات للبحث

"الرسالة نت" بفتحها هذا الملف ترفع صوتها ليخترق آذان الصامتين والمتغاضين عن جرائم الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق غزة وبحق الإنسانية ، وتفتح المجال أمام  كل من تعرض لحالات ولادة مشوهة أو حالات إجهاض لأجنة مشوهة الاتصال بها لإدلاء بشهادته, وتوجه دعوة لكل الباحثين والمختصين لدراسة الحالات التي تحدث عنها الدكتور بهاء الغلايني من حيث العدد ومن حيث مكان السكن ونسبة التعرض لروائح والغازات السامة أثناء الحرب لتكون وثائق تقدم إلى المحاكم الدولية.

 كما توجه دعوة خاصة إلى الجامعات ومراكز الأبحاث ومركز أبحاث وزارة الصحة لتشكيل فريق بحثي متكامل يجمع الأدلة ويقوم بالاتصال بكل المؤسسات الدولية صاحبة الشأن من اجل الوصول  إلى غزة للبحث والتحقيق فى هذه الجرائم.

أما نحن في جريدة الرسالة فسنواصل فتح هذا الملف ونقل سلسلة الشهادات في الأعداد القادمة

 

 

البث المباشر