مكتوب: "مليونية القدس".. اختبار النفس الطويل

ارشيفية
ارشيفية

غزة-شيماء مرزوق      

شكلت مسيرات العودة وسيلة نضالية جديدة أنتجها الفلسطينيون منذ 30 أذار الماضي، وكان من المفترض أن تنتهي في ذكرى النكبة 14 مايو الذي شهدت فيه أكبر عدد من المشاركين والفعاليات صاحبها تركيز إعلامي دولي بالتزامن مع نقل السفارة الامريكية للقدس، ما دفع الاحتلال إلى ارتكاب مجزرة دموية.

ومع الإنجازات الهامة التي حققتها المسيرة فان استمرارها بات استراتيجية يعتمدها الفلسطينيون خاصة في قطاع غزة لإعادة قضيتهم الى صدارة الاهتمام الدولي.

ومن المنتظر أن نشهد "مليونية القدس" غداً الجمعة، وتهدف إلى التأكيد على أن مسيرات العودة مستمرة ولا تراجع عنها مهما تواصلت جرائم الاحتلال أمام المتظاهرين، خاصة أن المسيرات السلمية كشفت الوجه القبيح للاحتلال أمام العالم.

وتشكل هذه المسيرات اختبارًا لصاحب النفس الطويل ما بين الاحتلال والفلسطينيين الذين يبدو أنه من غير الوارد التراجع عن هذه الفعاليات.

وسيحاول الاحتلال تفادي سيناريو المجزرة، وسيتعامل بحذر خشية إيقاع عدد كبير من الشهداء والجرحى والذي سيساهم في الإضرار أكثر بصورته أمام العالم، والتي باتت واضحة أنه يرتكب مجازر بهدف القتل دون أي خطر على جنوده.

في المقابل يطلق الاحتلال تهديداته لحركة حماس باعتبار أن الحدود تحت سيطرتها وذلك لتحميلها مسؤولية أي حدث، ومحاولة إظهار أن مسيرات العودة تقف خلفها حماس.

وفي هذا السياق نقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه "من المتوقع أن يكون حدث كبير يوم الجمعة، وعلى حركة حماس أن تأخذ بالحسبان أبعاد احتمال خروج الأمور عن السيطرة"، مشيرة إلى أن الاحتلال سوف ينشر قوات كبيرة استعدادًا لمختلف التطورات.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية قولها إن الاحتلال يعمل على تجنب حصول تصعيد آخر، وأنه ليس معنيًا بالمواجهة العسكرية مع قطاع غزة.

ويعتبر جيش الاحتلال هذا الأسبوع على أنه "اختبار مهم" لما سيأتي لاحقًا، وأنه لا يوجد أي تقديرات بشأن ما إذا كانت حركة حماس ستستمر في تنظيم فعاليات مسيرات العودة قرب السياج الحدودي بعد يوم الجمعة.

ومن المتوقع أن يتم تنظيم مسيرات في ستة مواقع في قطاع غزة، بينما يستعد الجيش لمواجهة احتمالات وصول المتظاهرين إلى السياج الحدودي ورشق الحجارة ومحاولات زرع عبوات ناسفة قرب السياج، وإطلاق طائرات ورقية حارقة.

وليس سراً أن أكثر ما يزعج الاحتلال هو حالة الاستنزاف الكبيرة التي سببتها مسيرات العودة لقواته على الجبهة الجنوبية، فهو يضطر لنشر قوات كبيرة وتعزيزات أمنية حول حدود القطاع وفي داخل المستوطنات المحاذية لغزة.

في المقابل فإن التقديرات في الجانب الفلسطيني تشير إلى أن القائمين على المسيرة معنيون بأكبر حشد ممكن على الحدود، وهناك دعوات وجهت وعملية حشد لتحقيق هذا الهدف لكن من المستبعد أن يتم التقدم نحو السلك الفاصل وذلك تفادياً لسقوط شهداء.

من ناحية أخرى فإن التركيز الأكبر في هذه المرحلة سيتم على استمرار إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، والتي أنهكت الاحتلال بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، وهي ظاهرة مهينة للاحتلال الذي حاول إيجاد طريقة لمنعها ولم يستطع.

ويستعد الاحتلال لمواجهة الطائرات الورقية الحارقة خاصة أنه لا يمكن مواصلة تجاهلها في ظل الحرائق المستمرة والخسائر التي تكبدها.

وكان وزير الحرب، أفغيدور ليبرمان، قد عرض الإثنين، معطيات جاء فيها أنه تم إطلاق 600 طائرة ورقية حارقة من قطاع غزة، تم اعتراض 400 منها، وتسببت الباقية بإشعال 198 حريقًا أتت على 9 آلاف دونم.

البث المباشر