أتشرف أنني أشارك وأتحمل جزءا كبيرا من التنظير والتأصيل لمسيرات العودة، ومستعد لدفع كل الثمن فنحن في مسيرة وطنية عظيمة وهي امتداد البراق وثورة القسام واضراب ٣٦ والكرامة وبيروت وانتفاضة الحجارة والاقصى والقدس.

اما من يتحمل مسؤولية الدم فهو الاحتلال القاتل المجرم والذي علينا التجند لمحاربته وليس لتبني روايته، كما ان اطراف الحصار ومن بينها عقوبات السلطة تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الدم والإصابات.

مليونية القدس أثبتت أن شعبنا عظيم ومتوثب ولا يقبل التراجع ولا الاستسلام، وسيستمر بمسيرته حتى تحقيق الأهداف والوصول للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني وحق عودته وكسر الحصار عن قطاع غزة.

رغم الإعلام السلبي والذي تقوده السلطة وأتباعها ضد مسيرات العودة، وحالة التخذيل الموجه إلا أن وسم مليونية القدس يتصدر تريند تويتر فأكثر من 40 ألف تغريدة داعمة ومتفاعلة مع المسيرة، بالاضافة ان هذه الجمعة تعتبر من اكثر الجمع حشدا وحضورا وكثافة واقبالا من المصابين وعوائل الشهداء وقد مثل حضور عائلة الشهيدة رزان النجار نموذجا نقيا صافيا، ألقى بظلاله الحسنة والثورية وأعاد النماذج الناصعة في التضحية.

مسيرة العودة مستمرة لن تتوقف بل ستتطور، وتحتاج لنفس طويل وحكمة، وعلينا التفكير دوما في التقليل من الخسائر وزيادة الحشود وإبقاء حالة الاشتباك الشعبي مستمرة.

موضوع الجرحى يحتاج لمعالجة ومتابعة واستنفار، واهمال وتقصير وزارة الصحة في رام الله من توفير الدواء والعلاج، يجب ان يقابل بتعويض جمعي من اهالي وقوى وفصائل قطاع غزة.

لا شك قد حققت مسيرات العودة مكاسب على صعيد عدة مسارات، حيث أحيت القضية الفلسطينية في نفوس الشعب الفلسطيني، وفي نفوس المتعاطفين معها، كما تسببت في مواجهة صفقة القرن التي تعد لها أمريكا، وكشفت جرائم الاحتلال ضد الأبرياء في غزة، وسلطت الضوء بشكل واضح وجلي على عنجهية وظلم الاحتلال، كما سلطت الضوء على الحصار الإسرائيلي لغزة، والمآسي والظروف القاسية التي خلفها الحصار وما زال يخلفها، إلى جانب أنها أحدثت اشتباكا جماهيريا مع الاحتلال، الأمر الذي أربكه دوليا وعالميا، فمسيرات العودة السلمية طريقة نضالية استطاعت محاصرة الاحتلال وإنهاكه

وليس أدل على ذلك الا التحرك الدولي في الامم المتحدة واقوال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بأنها يوم دام، في الوقت الذي ألغيت فيه مباراة كانت ستعقد بين الارجنتين والاحتلال في التاسع من الشهر الجاري بسبب ضغوط سياسية نتيجة أحداث مسيرات العودة، وهو ما يعد انتصار فلسطيني واهم تجليات المسيرة.

ما بعد مسيرات العودة بات منطق الاحتلال ضعيف وهش، وأن الوحشية وسياسة القتل التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة أضحى مسار غضب واستنكار دولي، وأصبحت الشعوب تكره (إسرائيل) وتنظر إليها على أنها كيان ظالم بعد أن كانت تعتقد أنه كيان مظلوم.