كشف الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، عن عمليات إماراتية "مشبوهة" لشراء بيوت وعقارات لفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، ثم تسليمها للاحتلال (الإسرائيلي).
وقال الخطيب في حوار مع صحيفة "الرسالة"، إن رجل أعمال إماراتياً "مقرباً جداً" من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، يعمل على شراء بيوت وعقارات في البلدة القديمة، وخاصة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن هذه الصفقات تتم بمساعدة رجل أعمال مقدسي محسوب على القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، والمقرب من ابن زايد.
وأضاف الخطيب: "رجل الأعمال (الإماراتي) عرض على أحد سكان القدس مبلغ 5 ملايين دولار أمريكي لشراء بيت ملاصق للمسجد الأقصى، وعندما رفض العرض وصل المبلغ إلى 20 مليون دولار".
وأكد أن "المحاولة فشلت لأن لعاب صاحب البيت الأصيل لم يسل على المال الدنس، وهذا يعيدنا إلى دور نظام محمد بن زايد في الإمارات في شراء بيوت أهل القدس (سلوان ووادي حلوة) في عام 2014، وتحويلها إلى المؤسسات الاستيطانية".
ولاء للاحتلال
وتابع:" أن دور الإمارات يأتي في سياق العمالة والولاء للاحتلال الإسرائيلي" مشيرا إلى أن حتى هذه اللحظة لا نعلم بأنه تم شراء بيوت أخرى بالقدس.
وأشار إلى أن رجال أعمال من الإمارات أقدموا على شراء منازل في القدس وتسليمها للمستوطنين عام 2014، قائلا "تفاجأ أصحاب المنازل بأن المستوطنين عرضوا عليهم أوراق تثبت أنهم أصحاب هذه المنازل بعد أن شروها من رجال أعمال من الإمارات".
وحثّ الخطيب أهل القدس على عدم التعامل مع أي محاولة لبيع البيوت أو العقارات لأي طرف كان وتحت أي غطاء، في ظل هذه الظروف الخطيرة التي تشهدها المدينة المقدسة.
وسبق للخطيب أن اتهم الإمارات، بأنهم "خدعوا أصحاب المنازل وأخبروهم بأن المشترين مستثمرون إماراتيون يريدون إعمار المدينة المقدسة، ليكتشف المقدسيون فيما بعد أن المنازل بيعت لمستوطنين".
وقال: إن "الجهات الإماراتية استخدمت أسلوب الخداع مع الفلسطينيين (في مدينة القدس) الذين يرفضون بشكل قاطع بيع منازلهم للإسرائيليين".
وعام 2016، كشفت وثائق تفصيلية، حصلت عليها جريدة "الأخبار" اللبنانية، بشأن بيع أحد العقارات المقدسية في البلدة القديمة في القدس، أكتوبر 2014، عن فضيحة كبيرة تورط فيها أطراف عدة، من ضمنها الإمارات.
مخططات لتهجير فلسطينيي الداخل
وحول استمرار إجراءات الاحتلال ضد فلسطيني الداخل المحتل عام 48، قال الشيخ الخطيب "إن الاحتلال يحاول تهجير الفلسطينيين من أراضيهم من خلال اتباع أساليب مخطط لها مسبقا".
وأوضح أن الاحتلال ينفذ مخططا مدروسا ضد فلسطيني الداخل المحتل؛ يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم، وذلك لخفض نسبة الفلسطينيين الذين يحملون هويات زرقاء مقابل عدد "الإسرائيليين".
وأكد أن ما يدور هو صراع بين الاحتلال والفلسطينيين، تستخدم خلاله إسرائيل وسائل عسكرية وثقافية واقتصادية لإثبات حقها المزعوم على دماء شعبنا الفلسطيني.
وأشار الخطيب إلى أنه مطلوب من الفلسطينيين والسلطة التصدي لمحاولات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين.
تضييق الخناق على المقدسيين
وعن سياسة الاحتلال بحق الفلسطينيين المقدسين خلال شهر رمضان المبارك، قال الخطيب:"إن سلطات الاحتلال تسعى جاهدة إلى التضيق على المقدسيين من خلال نصب الحواجز، ومنعهم من دخول المسجد الأقصى".
وأوضح أن سلطات الاحتلال تهدف من وراء هذه الإجراءات المتبعة في مدينة القدس إلى تهجير المقدسيين من المدينة المقدسة، وكذلك منعهم من الدخول إلى المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الاحتلال اقتحم الأقصى خلال رمضان للتنغيص على المصلين واستفزازهم.
وأكد الخطيب أن صمت السلطة على الاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى؛ شجع حكومة الاحتلال "الاسرائيلية" على الاستفراد به، مشددا على أن استمرار الاعتداءات على الأقصى تأتي في ظل شعور الاحتلال بالاطمئنان وسط انشغال الواقع العربي والفلسطيني عن قضيتهم المركزية.
وعن سياسة الإبعاد بحق المقدسيين عن المسجد الأقصى، اعتبر الشيخ الخطيب أن قرار إبعاد حكومة الاحتلال نواب التشريعي والمقدسيين عن المسجد الأقصى "استكمال للعدوان والحرب الاسرائيلية ضد المقدسات والوجود الفلسطيني".
وأوضح أن قرارات الاحتلال جزء من العدوان المستمر الذي يهدف لمزيد من الملاحقة والتضييق واجتثاث الوجود الفلسطيني من داخل القدس لاستكمال مخططات التقسيم والتهويد، مشيرًا إلى أن الاحتلال أقدم على إبعاد المزيد من القيادات الفلسطينية عن المسجد الأقصى.
مسيرة العودة أوجعت الاحتلال
وفي موضوع استمرار مسيرات العودة في غزة، قال الخطيب، " إن المسيرات التي انطلقت على مدار الشهور الماضية أوجعت الاحتلال "الإسرائيلي"، وأحرجته أمام دول العالم ومؤسسات حقوق الإنسان".
وأضاف الخطيب: "أن مسيرات العودة في غزة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد وإلى المربع الأول وأن فلسطين قضية العالم وليس قضية الفلسطينيين وحدهم".
وأوضح أن مسيرات العودة أكدت للجميع بأن للفلسطينيين حقا في أراضيهم الذين هجروا منها في الماضي رغم إجراءات ومحاولات الاحتلال التي تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية.
وأكد أن مسيرة العودة سيكون لها انعكاسات وتداعيات محلية وإقليمية على المدى القريب، مشيرا إلى أن حالة الغضب والاستفزاز التي تعيشها المؤسسة الإسرائيلية بسبب مسيرة العودة، تدلل على مدى خطورتها على الاحتلال الهش.