الرسالة نت-كمال عليان
منذ اللحظة التي أبدت فيها القاهرة رفضها على مبادرات المصالحة أو أي تدخل عربي للخروج بصيغة تفاهم فلسطينية داخلية، وعمر الانقسام على الساحة الفلسطينية يطول ويكبر حتى بات أن "يشيخ".
مراقبون وقادة فلسطينيون أكدوا أن رفض القاهرة لهذه المبادرة جاء بعد ضغط الإدارة الأمريكية التي ترفض الاعتراف بحركة حماس، مستهجنين في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" إصرار القاهرة على موقفها الصلب حتى باتت واحدة من جهات الخلاف.
وكان رئيس الوزراء إسماعيل هنية قد سلم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، الأمر الذي لاقي قبولاً من حركتي حماس وفتح والقيادة المصرية في بداية الأمر ولكن الأمر اختلف بعد زيارة مبعوث السلام الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل للمنطقة.
فيتو أمريكي
وأكد القيادي في حركة حماس أيمن طه أن المبادرة التي طرحها إسماعيل هنية كانت تشكل مخرجا للوصول إلى المصالحة، معتبرا أن عمرو موسى أعجب بهذه المبادرة وأبدى تأييده لها.
وقال طه: "ولكن الموقف المصري الرافض حال دون النجاح بهذه المحاولة"، مستهجنا من إصرار القيادة المصرية على التوقيع على الورقة المصرية دون القبول بملاحظات حركته.
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيظ أكد على أنه لن يُطرح للمصالحة الفلسطينية إلا الورقة المصرية ولن يتم تغييرها أو قبول ملاحظات حركة حماس، مما جعل الأمور تزداد تعقيدا.
وحول سبب إصرار مصر على موقفها أوضح طه أن القيادة المصرية لها مبررات ووجهات نظر، مبينا أن مصر لم تبلغ حماس رسميا عن تحفظاتها.
وأضاف القيادي في حماس:" واشنطن تريد أن تبقى عباس وحيدا وأن يذهب للمفاوضات وهو ضعيف ولكن وجود حركة حماس بجانب عباس يقويه وهذا ما لا تريده أمريكا".
مواجهة التحديات
بدوره رأى القيادي في المبادرة الوطنية د.علام جرار أن حالة الانقسام تأكل القوة الفلسطينية وتجعلها هشة أمام العدو الصهيوني، مبينا أن المبادة الوطنية تحاول الوصول لصياغة تفاهم بين الفصائل وتحقق المصالحة.
وأبدى د.جرار إعجابه باتخاذ حركة حماس المصالحة كاستراتيجية وليس تكتيك، واصفا هذه الرؤية بالمسئولة.
وشدد على ضرورة إيجاد صيغة تفاهم توصل الشعب الفلسطيني للمصالحة في أقرب وقت، مبينا أن المصالحة الطريق الوحيد لمواجهة التهديدات الإسرائيلية تجاه المقدسات وتقوي الجانب الفلسطيني في وجه الاحتلال.
والتقى وفد الشخصيات الوطنية والمستقلة الفلسطينية مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية وقيادة حركة حماس.
وعقد الوفد اجتماعا مع ممثلي القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، وأقنع الوفد بضرورة الاخذ بملاحظات حماس على الورقة المصرية إلا أنهم لم يستطيعوا اقناع الطرف الآخر بهذه القناعة.
أطراف عربية
ومن جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس سامي خاطر إن أطرافا عربية وقفت إلى جانب الموقف الأمريكي في تعطيل جهود المصالحة الفلسطينية، موضحا انه تبين للجميع أن الموقف الأمريكي والمصري هو الذي عطل المصالحة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي للجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق: " في المحطة الأخيرة التي جرت أثناء زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تبين للجميع وللأمين العام نفسه أن مسعى وجود تفاهمات فلسطينية كمقدمة للورقة المصرية لإنجاز المصالحة عطله الموقف الأمريكي إضافة للموقف المصري".
وترفض جمهورية مصر راعية المصالحة الفلسطينية -المتعثرة- فكرة التفاهمات الداخلية بين حركتي حماس وفتح، وهو الأمر الذي أدى لإحباط لدى بعض المسؤولين في لجنة المصالحة التي يقودها الاقتصادي الفلسطيني منيب المصري.
وأبدت القاهرة رفضها لفكرة التفاهمات الداخلية على اعتبار أنها بديلة للورقة المصرية، رغم تطمينات حماس ووفد المستقلين بأنها ليست بديلا وإنما هي توضيح للورقة المصرية، وهو ما رفضته مصر أيضا.
وتقول فصائل فلسطينية بما فيها حركة فتح إن لديها ملاحظات على الورقة المصرية، حيث أضيفت إليها بنود لم يتفاهم عليها وكذلك شطبت منها بنود تم التوافق عليها خلال حوارات القاهرة.
شهادة حركة فتح بأن الورقة المصرية أضيف إليها بنود وحذف منها أخرى دليل واضح على صدق حركة حماس في حجتها، وهو الامر الذي تنفيه مصر بشدة.