غزة - ديانا طبيل (الرسالة نت )
شهد معبر رفح الحدودي ازدحاما غير مسبوق منذ إعلان مصر فتحه في كلا الاتجاهين لأصحاب الحالات الخاصة والاقامات وطلبة الجامعات والمرضى ، وربما ياتى الازدحام بسبب الأوضاع السياسية المتوترة التي شهدها القطاع في الاوانة الأخيرة وما تشكله هذه الظروف من قلق وتوتر مرتبط بتشديد الحصار وإغلاق المعبر، إضافة إلى اقتراب حلول شهر رمضان وحرص المغتربين لقضائه في بلدانهم حيث يعيشون ويعملون ويدرسون علاوة على تحديد الجانب الـمصري عدد الـمسافرين الـمغادرين بنحو 450 مسافراً يومياً .
الهروب من غزة
المواطنة أم انس الخالدى "50 عاما" مغتربة في دولة الإمارات تقول لـ" الرسالة " أنها قررت مغادرة قطاع غزة يوم الثلاثاء القادم على الرغم من أنها كانت عازمة النية على قضاء شهر رمضان وعيد الفطر المبارك بين الأهل والأحبة في قطاع غزة .
وتضيف لكن الأوضاع السياسية والقصف "الإسرائيلي" بين الفينة والأخرى يجعلني أفكر في الهروب من غزة خوفا من إغلاق المعبر مجددا خاصة وأنى لم اصطحب كل ابنائى، كما أنى مرتبطة بوظيفة يصعب على تركها أو التأخر عنها .
في حين يقول اشرف الخولى "35 عاما " مغترب في دولة قطر، أن تجربته الماضية قبل ثلاث سنوات مع المعبر واحتجازه هو وعائلته لشهور طويلة جعله يفكر في المغادرة على وجه السرعة على الرغم من قصر المدة التي قضاها في غزة .
ويضيف: حاولت المغادرة نهاية الأسبوع الماضي إلا أن الازدحام الشديد منعني إضافة إلى أن الحكومة المصرية حددت عدد المغادرين وهذا جعل الأمر صعبا، لكنى حصلت على بطاقة من قبل الحكومة الفلسطينية تسمح بمغادرة القطاع صباح يوم الاثنين .
بينما تقول مها المصري"36 عاما " فلسطينية متزوجة من أردني الجنسية ، أنها جاءت إلى القطاع لزيارة أهلها وأقربائها بعد انقطاع دام قرابة سبع سنوات، بعد حصولها على إجازة قصيرة من عملها ومن الـمفترض أن تعود في غضون أيام، لكن الازدحام على الـمعبر حال دون تمكنها من السفر، وأعربت عن خشيتها من عدم تمكنها من اجتياز الـمعبر في غضون الـمدة الـمحددة، وأن يؤثر ذلك على عملها وإقامتها.
الانتظار الطويل
أما الحاج أبو حسام ياسين "64 عاما " فيقول لـ" الرسالة" انه على الرغم من أوضاعه الصحية المتردية حيث انه عائد إلى القطاع بعد إجرائه عدة عمليات في المشافى المصرية، اضطر للمكوث عدة ساعات داخل الصالة المصرية والانتظار بضع ساعات أخرى حتى سمحوا له بالدخول إلى قطاع ، موضحاً أن مئات الـعائدين الفلسطينيين كانوا ينتظرون خارج الـمعبر الـمصري للسماح لهم بالعودة للقطاع ، وجميعها حالات مرضية وطلبة .
وبحسب هيئة المعابر والحدود فإن معظم الـمسافرين المتواجدين أمام بوابات الـمعبر من الـمغتربين الذين جاؤوا إلى قطاع غزة لقضاء عطلة الصيف مع ذويهم وأقربائهم، خاصة أن معظمهم حرم من الوصول إلى القطاع خلال السنوات الـماضية بسبب إغلاق الـمعبر، أما العائدون فهم مرضى أنهوا رحلات علاجهم في الـمشافي الـمصرية.
وأشارت إلى أن الرغبة المفاجئة للجميع بمغادرة القطاع بسبب التطورات الـميدانية الأخيرة وقرب حلول شهر رمضان خلقت الازدحام الحاصل أمام الـمعبر، موضحة أن تحديد الجانب الـمصري عدد الـمسافرين الـمغادرين بنحو 450 مسافراً يومياً أسهم في تزايد الازدحام.
حركة نشطة
وأوضحت الهيئة أنها بدأت تنظيم عملية سفر الـمواطنين على الـمعبر عبر إصدار بطاقات خاصة لتحديد سفر الـمواطنين، ودعت الراغبين في السفر للتوجه إلى الـمعبر وتسجيل أسمائهم للحصول على مواعيد للسفر، لافتةً إلى أن موعد السفر سيحدد بناء على الازدحام ، متوقعة أن تبدأ حدة الازدحام بالتراجع خلال الأيام القليلة الـمقبلة، خاصة أن الفئات الـمسموح لها بالسفر لا تزال محددة، ولـم يسمح بعد لكافة الفئات بالسفر.
وبحسب إحصائية صدرت عن الهيئة العامة للمعابر والحدود فان حركة الـمسافرين على الـمعبر خلال الشهرين الماضيين كانت نشطة، حيث غادر القطاع أكثر من 20 ألف مواطن، في حين عاد من خلال الـمعبر خلال الشهرين الـماضيين ما يزيد على 25 ألفا من الـمواطنين والعالقين، فيما بلغ عدد الـمراجعين ممن لـم تسمح لهم السلطات الـمصرية بالدخول إلى أراضيها وأعادتهم من صالات الـمعبر 4589 مسافراً.