قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: هل فهم الاحتلال المعادلة؟

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف  

شهد قطاع غزة أول أمس حالة من التصعيد غير مسبوقة من قبل الاحتلال الصهيوني بزعم أن أحد جنوده أصيب بجراح في يوم الجمعة الماضي خلال مسيرات العودة وكسر الحصار، وقد يكون الأمر كذلك ولكن الحقيقة أراد الاحتلال اختبار المقاومة فيما فرضته من معادلة مع الاحتلال والتي تدور حول الرد على الاحتلال حال قيام الاحتلال بقصف قطاع غزة وهي معادلة القصف بالقصف.

هذه المعادلة التي أرادت المقاومة بثبيتها مع الاحتلال مهما كانت النتائج على ألا تسمح للاحتلال برفض معادلته على المقاومة وهي القصف وقتما شاء وبالكيفية التي يريدها دون أن يكون هناك رد من المقاومة كما حدث ذلك في فترات مختلفة في اعقاب عدوان 2014.

صحيح أن كلا الطرفين المقاومة والاحتلال على الاقل في الوقت القريب لا يرغبان بالمواجهة العسكرية لحسابات كل منهما لسنا في مقام الحديث عنها وفي نفس الوقت لا تريد المقاومة أن يكون القطاع لقمة سائغة في فم الاحتلال يلوكها بالطريقة التي يريد ويفرضها على المقاومة والقطاع؛ ولكن المقاومة من فترة وجيزة وفي ظل مسيرات العودة وكسر الحصار غيرت وبدلت في معادلته لمواجهة الاحتلال وأخذت منحا جديدا مفاده أن القطاع لن يكون كما يريد الاحتلال يتلقى الضربات دون أن يكون له ردة فعل، فعل لك أكثر من مرة وأكد على ذلك السبت الماضي بقصف مستوطنات الغلاف على طول خط الهدنة الزائل مع فلسطين المحتلة عام 48.

لم يكتف الاحتلال بقصف مواقع المقاومة بل زاد في ذلك بقصف دار الكتب الوطنية وهو مبنى مهجور ما أدى إلى استشهاد طفلين كانا يلهوان على سطح المبنى، الأمر الذي عقد الأمر على الاحتلال ما دفع المقاومة بالرد بالمثل وأصابت ثلاثة مبانٍ في مستوطناته حول قطاع غزة، عندها أدرك الاحتلال أن الأمر قد يجر الى معركة جديدة مع المقاومة في ظل حالة الخلاف والتناقض داخل القيادة الصهيونية ما دفع بالاحتلال بالتواصل الفوري مع الجانب المصري ومع نيكولاي ميلادينوف المتواجد بالقاهرة مع وجود وفد حماس ما سهل العودة إلى تفاهمات الهدوء يقابله هدوء والتي لازالت مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

العدو الصهيوني لا يُؤمن جانبه وعلى المقاومة أن تبقى يدها على الزناد تحسبا لأي طارئ قد يحدث خاصة أن الاحتلال غادر ولا يؤمن جانبه، واعتقد أن المقاومة كذلك هي مع التوصل إلى حالة من الهدوء؛ ولكن هذا الهدوء هو الهدوء الحذر الذي يتطلب إبقاء اليد على الزناد.

الاحتلال فهم ما تريده المقاومة لأنه يعلم أن المقاومة وأهل قطاع غزة لم يعد لديهم ما يخسرونه وأن المعركة لو فرضت على القطاع لن يستكين ولن يُسلم وسيقاوم وبشكل أشرس مما كان عليه في عدوان 2014، وعليه راجع حساباته وقبل بمعادلة المقاومة حتى لو كان قبولا مؤقتا؛ ولكن في النهاية قبل بها مرغما.

هذه هي قواعد اللعبة التي ارادت المقاومة تثبيتها مع الاحتلال كونها الوحيدة التي يمكن أن تردع الاحتلال كما حدث أول أمس السبت ولو وسع الاحتلال من قصفه ما ترددت المقاومة ولو للحظة بتوسيع عملية الرد مهما كلف الأمر.

البث المباشر