قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: لمى خاطر: امرأة وقلم

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

لم يدر في خلدها عندما امتشقت قلمها لتعبر به عما تؤمن أنها ستكون هدفا للاحتلال، وأنها تشكل تهديدا وجوديا لهذا الكيان كي يجيش الجيوش ويعمل على محاصرة بيتها وانتزاعها من بين أحضان أطفالها نزعا دون مراعاة لأي مشاعر إنسانية.

لمى خاطر هذه السيدة التي امتلكت قلما مكنها من التعبير به بكلمات عن شعبها المكلوم المحتل، عبرت من خلاله عما يدور في خلد كل فلسطيني تجاه الاحتلال، وتطلعه للتخلص منه، دافعت عن حقه في أرضه، وحقه في مقاومته، وحقه في العيش بهدوء واطمئنان، حقه في التمتع بالكرامة والحرية كغيره من شعوب العالم.

أليس من حق كل فلسطيني أن يعيش بكرامة وحرية وأن يتخلص من هذا الاحتلال الجاثم على صدره؟ قدر الله للسيدة لمى خاطر قلما سيالا معبرا عن حقه، مناديا بضرورة إنهاء الاحتلال عن أرضه، أليس حق الكتابة مكفول بالقانون والشرائع المختلفة، لماذا كل هذا الخوف من كلمات تخرج من قلب نابض يشعر بما يشعر به الناس؟ لماذا يراد لهذه الكلمات ألا تخرج إلى النور، تلاحق من أجهزة سلطة رام الله وتستدعى للمقابلة في مقراتها الأمنية، تهدد بكل الكلمات؛ ولكنها لم تكترث، وتواصل الكتابة دون تجريح أو سب أو اعتداء على أحد ما اقلق السلطة الفلسطينية وعندها لم تجد أجهزتها الأمنية بدا هذه من التنسيق مع الاحتلال الصهيوني للقيام بما لم تتمكن منه السلطة لتغييب لمى خاطر بعد أن أرهقت بكلماتها المتعاونين والمنسقين مع الاحتلال.

لمى خاطر لم تحمل مدفعا ولم تقاتل محتلا وكل ما تفعله هو التعبير بكلمات وعبارات تدافع بها عن حقها وحق شعبها فكانت بكلماتها تشكل تهديدا للاحتلال والسلطة فكان الاعتقال في سجونه، وفي هذا الاعتقال انتهاك لأبسط الحقوق وهو حق التعبير عن الرأي المكفول بالقانون.

لم تكن لمى خاطر إلا إنسانة ومن حق كل إنسان التعبير عن رأيه الذي كفله له القانون، القانون أي قانون هذا؟ وهل الاحتلال يؤمن بالقانون؟ إذا كان الاحتلال أزعجه بالون ينطلق من غزة يحدث له بعض الحرائق كما يدعي يريد أن يشن حربا مدمرة من أجله وهو يملك ما لا يملكه الشرق الأوسط من عدة وعتاد، ألا يخشى هذا الاحتلال من قلم حر وجريء لم يستطع كسره لا هو ولا اعوانه، فأقدم على جريمته وقام باعتقال من تحمل القلم ولكن القلم هل اعتقل؟ هل يمكن للاحتلال كسره أو كبته أو شراؤه؟، لمى خاطر حرة رغم الاعتقال، هي حرة لأن قلمها حر، ولا يمكن لأي كان أن يعتقل قلما أو يكسره أو يكبته وسيبقى القلم مشرعا في وجه الاحتلال وأعوان الاحتلال.

لمى خاطر حرة وقلمها حر ولا تخشى هذا الاحتلال المجرم ولو خشيته لارتعدت وخافت وتراجعت ولكن الحر لا يرتعد ولا يخاف ولا يتراجع طالما أنه يؤمن أنه يقوم بمهمة الدفاع عن الحق، الدفاع عن ما يؤمن به إيمانا راسخا لا يقبل المساومة.

لمى خاطر لا تهني ولا تحزني وأصبري وصابري وأصمدي فمن يسلك طريق الاحرار طريق الثوار لا يعنيه الاعتقال ولا يكترث به وسيمضي في طريقه الذي اختطه لنفسه وخطه لقلمه، فالمثقف أول من يقام ولا ينكسر

البث المباشر