قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: المصالحة وعنجهيات فرض الإرادات

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

حديث المصالحة بات حديثا فيه محاذير كثيرة كون الأحاديث السابقة كانت تحمل تفاؤلا كبيرا ولكن النتيجة كانت أقل بكثير من التوقعات وعدنا الى المربع الاول وبقي الحال على ما هو عليه، بل وزاد الطين بلة بفرض عباس العقوبات والتي عقدت الأمور أكثر وأكثر.

اليوم هناك حديث عبر وسائل الاعلام يوحي بالإيجابية وأن هناك تقدما قد يحدث في ملف المصالحة وأن الجهد المصري يحاول على أمل أن يتم ما سعى اليه وتحدث مصالحة تحقق مصالح الجميع وعلى رأسها مصلحة الشعب الفلسطيني.

لكن هذا التفاؤل علينا ألا نأخذه على محمل الجد خاصة أن مصدر هذا التفاؤل وسيلة اعلامية ثبت بالدليل الدامغ عدم مصداقيتها وهي تحاول الخلط بطريقة متعمدة كون هذه الوسيلة ليست وسيلة محايدة وهي تريد تشويه الصورة بما يحقق مصالح جهة ترعاها.

وفد حماس وصل القاهرة بعد أن طلب منه الحضور بعد تلقي جهاز المخابرات المصرية رد حركة فتح على الورقة المصرية، وهذا الرد لم يكشف عن فحواه، وإن كان هناك تسريبات من هنا او هناك، في الوقت الذي وصل فيه وفد حماس للقاهرة غادر وفد حركة فتح ومن ثم تبدأ لقاءات أخرى بين وفد حماس والمخابرات المصرية وهو مؤشر على حدوث ايجابية في رد حركة فتح تحاول من خلاله مصر اقناع حركة حماس بالقبول او اعادة القراءة للموقف مع التوفيق من قبل المخابرات المصرية بين الموقفين للوصول الى اتفاق يحقق مصلحة الجميع.

واضح أن حالة الشك من طرفي فتح وحماس ما زالت قائمة والتخوف من انقلاب أحدهما على ما وقع عليه واردة وفي الماضي إجابة واضحة على ما نقول، فكم من اتفاق تم ولم يتحقق على أرض الواقع، وكم مرة قلنا ان المصالحة على وشك التحقق وإذا بنا نكون أبعد عن المصالحة وهكذا حتى وصلنا إلى مرحلة الانتقام وفرض العقوبات الاجرامية والتي لم تراعِ حالة الوضع الاقتصادي والواقع المُعاش في قطاع غزة.

على الجميع أن يدرك أننا في مرحلة خطيرة نمر بها وعلينا العمل جادين من أجل انهاء هذا الوضع الذي أوصلنا أن نكون لقمة سائغة لأمريكا ولإسرائيل وأن يصل بالعرب أن يعرضونا في سوق النخاسة ولديهم الاستعداد للدفع لمن يريد أن يخلصهم من القضية الفلسطينية كما حدث عندما دفع لترامب المليارات.

على عباس القبول بالورقة المصرية حتى بدون أي تعديلات وعلى حماس أن تتجاوب مع الجهد المصري بما لا يتنافى مع ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا التي نتغنى بها جميعا ولكن كل حسب هواه.

لم يعد هناك مكان للمناكفة ولم يعد هناك مجال لفرض الإرادات ولم يعد هناك إمكانية لمزيد من إضاعة الوقت فالموقف جد خطير والواقع لا يحتمل والخطر يداهم الجميع وعلينا أن ندرك ذلك وإلا سنبقى في حالة التيه التي نحن عليها حتى يأذن الله بأمر يغير المعادلة ويغير الواقع ويستبدل الموجود.

على الجميع تحمل المسئولية وعدم الوقوف في حالة الانتظار فجميعنا لو بقي الأمر على ما هو عليه خاسر وستقاذفنا الأهواء والمصالح الذاتية والأهواء والعنجهيات ويبقى الجميع يعاني إلا فئة المصالح والمستفيدين مما هي عليه الحالة الفلسطينية دون نظر الى القضية والشعب وكأن شيئا لا يعنيهم.

البث المباشر