قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: يا ألطاف الله

رامي خريس
رامي خريس

بقلم: رامي خريس

تتبدل المواقف وتتغير طبقا للمصالح السياسية أمر عادي ويحدث في أحسن الكيانات

لكن الغريب عند ما يصبح ما تفعله أنت "حرام" ونفس الأمر الذي يفعله غيرك "حلال"

نفس الفعل أنت "صح" وهو "خطأ"

الأمر الذي يفعله عمل نضالي ونفسه عندك "مستهجن"

ينطبق هذا المنطق على مهاجمة فتح لمباحثات التهدئة التي من غير المعلوم حتى اللحظة لماذا هذا الهجوم الكاسح: هل لأنها متمسكة باستمرار المقاومة دون توقف فبإمكانها استثمار ساحة الضفة والدفاع عن المواطنين والفلاحين -على الأقل-من بطش المستوطنين؟.

لكن يبدو أن التنسيق المقدس أهم وهو الذي دفع السلطة للإعلان عن إحباط عملية فدائية بعبوة تفجيرية كبيرة.

أم لأن فتح هي من تريد أن تفاوض كما فعلت في عدوان 2014 يوم ما وكلت الفصائل عزام الأحمد برئاسة الوفد، ويومها فاوضت الفصائل فتح واختلفت معها أكثر مما فاوضت الاحتلال.

مباحثات التهدئة التي تقول فتح أنها حولت القضية من سياسية لإنسانية، هي ورئيسها من تسبب في تفاقم تلك الأوضاع التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة عبر الإجراءات الظالمة من قطع رواتب الموظفين والتمييز العنصري الذي يواجهه المواطن الفلسطيني المقهور من سلطة فتح في القطاع ودفع الفصائل الفلسطينية للبحث عن خيارات للتخفيف عن المواطن الفلسطيني.

الغريب أن فتح تربط بين مباحثات التهدئة وتطبيق صفقة القرن متهمة الفصائل بأنها تمهد الطريق لها مع أن ما جاء في وثيقة عباس -بيلين قبل أكثر من عشرين عاماً هو ما يجري الحديث حوله حالياً من بنود للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية.

لكن يبدو أن السبب الحقيقي لرفض فتح هو ما عبر عنه المتحدث باسمها وعضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي، عندما قال إن "فتح تشعر بأن شيئاً يجري من وراء ظهرها بالنسبة للتهدئة في قطاع غزة".

لربما لو أن مباحثات التهدئة من أمامها لما هاجمته فتح والمشكلة -حسب القواسمي-أن المشكلة في أن فعل التهدئة يجري من الخلف!

يا ألطاف الله

البث المباشر