قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: أراجوزات وبهاليل       

صورة للكاتب رامي خريس
صورة للكاتب رامي خريس

الكاتب : رامي خريس

أراجوز أو القراقوز وهناك من يسميها دمى متحركة هي كلمة ذات أصل تركي لكلمة " قره قوز "

وأحد الأشكال التي تنتمي لما يعرف باسم (مسرح العرائس) وهو علي وجه الدقة عبارة عن دمية قفاز

يتم التحكم فيها عن طريق اليد.

النصوص الدرامية الخاصة بمسرح الأراجوز تكون ما بين النصية والارتجال، وتبقى في ذاكرة اللاعبين، فهم يتناقلون هذه النصوص المسرحية لاعباً وراء لاعب.

ويتشابه أراجوزات السياسة مع الممثلين الكوميديين، في أقوالهم على الفضائيات، فعندهم نصوص جاهزة من الكذب الذي يسعون لترويجه فيحاولون اثبات ما لم يحصل، ونفي ما يراه الناس بأعينهم ويلمسوه بأيديهم.

كأن يقول ضيف "الاتجاه المعاكس" وهو يبحلق عيونه أمس أن التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة متوقفاً منذ قرار المجلس الوطني، ورئيسه قبل أيام يقول إنه يلتقي برئيس الشاباك شهرياً وأنه متفق معه بنسبة 99%".

شخصية قيادية أخرى من فريق (الكوميديا السوداء) مل الجمهور من مشاهدة صوره الحميمية مع ضباط الاحتلال قال قبل أيام:"   إن السلطة أول من عُرض عليها التهدئة بشكلها الحالي، ورفضها الرئيس محمود عباس".

إذن طالما رئيسه يرفض التهدئة، فلماذا يتباهى بتفتيش حقائب طلاب المدارس بحثاً عن سكاكين فيها".

نترك الأراجوزات ونتحول إلى "البهاليل"، وهم بحسب التراث الشعبي الذين "يتصنَّعون حركات تضحك الناس.

وقد قال أحدهم قبل أيام، وهو بالمناسبة (أمين الأسرار): "إن الحديث عن تهدئة بين فصيل فلسطيني و(إسرائيل) خط أحمر ومن المحرمات التي لم تحدث بالتاريخ".

صاحبنا مؤلف كتاب " الحياة مفاوضات" استذكر أن التهدئة التي أبرمت عام 2014 كان الوفد الفلسطيني برئاسة حركته، فعاد قائلاً إن "المنظمة هي الجهة المخولة للحديث باسم الشعب الفلسطيني".

نذكر صاحبنا أنه نسي أن يقول إن قائد مفاوضات التهدئة في حينه كان "أشجع" شخصية في الوفد -كما قال عن نفسه-.

لمَ لا فهو فعلاً لم تنقصه (الشجاعة) أو قل شيئاً آخر عندما فاوض الفصائل على وقف الأنفاق!.

يبدو أننا نعيش في عصر الأراجوزات والبهاليل، لكنهم هذه المرة لا يؤدون أدواراً على خشبة المسرح، ويسعدون الناس، ولكنهم أولئك الذين يحاولون الضحك على الناس!

البث المباشر