قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: حرب الخيارات

رامي خريس
رامي خريس

رامي خريس

في مثل هذا اليوم قبل 25 عاماً وتحديداً يوم الاثنين 13 سبتمبر تم توقيع اتفاق أوسلو في العاصمة الأمريكية واشنطن، ومنذ ذلك التاريخ بدأت مرحلة الانقسام الكبير بين الفلسطينيين، بين من يدعم خيار التسوية إلى ما لانهاية ومن يتمسك باستمرار خيار المقاومة.
السلطة ورئيسها محمود عباس خاضوا حرباً شرسة في سبيل الدفاع عن اتفاق أوسلو والتسوية، مقابل خيارات أخرى مثل "الكفاح المسلح" الذي يرفضه عباس جملة وتفصيلًا.
عباس وجد ضالته في مصطلحات جديدة في الكفاح الفلسطيني منها المقاومة الشعبية التي تحولت إلى مقاومة (سلمية) و(لا عنفية) وصولا ًإلى (المقاومة الناعمة)، كل ذلك ومشروع المفاوضات والتسوية قائم ومستمر، فهو مشروع الرئيس الأول والأخير، والمفاوضات تحديداً اعتبرها رفيقه صائب عريقات بأنها حياة.
وبالرغم من أن الاتفاق نفسه داست عليه حكومة الاحتلال بجنازير دباباتها في أكثر من واقعة، وأكبرها كانت عملية السور الواقي وحصار الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومع ذلك بقي في اتفاق أوسلو بند واحد ووحيد هو الذي يتم تطبيقه فقط، وهو الوكالة الأمنية للاحتلال ويسمونه "التنسيق الأمني" وفيه أصبح المقاتلون مخبرين لصالح عدوهم.
عباس لا يتبنى خيار التسوية فقط؛ بل يحارب أي خيار آخر يمكن أن يتبناه أي فصيل فلسطيني يتناقض مع التسوية، والغريب أن هذا التوجه لم يكن جديداً عند عباس ففي مقابلة صحفية سابقة مع جلعاد شارون قال إن عباس عندما التقى والده بمزرعته في النقب عام 1995، فوجئ عندما توجه إليه عباس شاكراً إياه على طرده المنظمة وقواتها من لبنان عام 1982، عندما كان شارون يشغل منصب وزير الحرب.
ويضيف جلعاد أن والده (بلع ريقه)، وسأل عباس مستهجناً عن السبب في تقديمه الشكر على ذلك، فكان رد عباس المدوي: " لأنه لولا ما قمت به يا سيدي لما كان هناك تيار داخل منظمة التحرير يطالب بتسوية الصراع مع (إسرائيل) بالوسائل السلمية"!
من الواضح أن هذا سبب حرب عباس على غزة لا يريد لنموذج المقاومة أن ينجح أو (يتنفس) حتى يضمن البقاء الأوحد لخياره مهما كان فاشلًا ومشؤوماً عند الفلسطينيين.

البث المباشر