قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أيها الظالمون ..كفاكم ظلماً وتهديداً ووعيداً وتأمراً على غزة

أيها الظالمون ..كفاكم ظلماً وتهديداً ووعيداً وتأمراً على غزة
أيها الظالمون ..كفاكم ظلماً وتهديداً ووعيداً وتأمراً على غزة

لا من شك أن قطاع غزة وصل إلى أسوأ أوضاعه المعيشية والإنسانية والاقتصادية التي لم يسبق لها مثيل منذ عقود , حيث أن كل المؤشرات تشير إلى خطورة ذلك , على رأسها عمليات القتل المتواصلة التي يتعرض لها شعبنا من قِبل آلة الحرب الصهيونية , وعمليات التجويع وارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت نسب كبيرة , وتوقف كثير من القطاعات الاقتصادية , والنقص الشديد في جميع المواد والمستلزمات وأبسط مقومات الحياة , وإغلاق المعابر والحدود والسدود نتيجة الحصار الخانق , مما جعل قطاع غزة يصبح نموذجاً لأكبر سجن في العالم بلا عمل بلا غذاء بلا ماء بلا دواء بلا كهرباء بلا معابر بلا إعمار بلا تنمية , الأمر الذي أدى إلى توقف الحياة تماماً , وجعل مواطني قطاع غزة يعيشون على حافة الانهيار ودخولهم الموت السريري .

كيف يستطيع العالم الظالم والنظام العربي والإسلامي مواجهة حقيقة ذلك الأمر ؟ إلى متى يتركون الشعب الفلسطيني الأعزل وحيداً في الميدان يواجه أعتى قوة في الشرق الأوسط المدعومة من حليفتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وكيف لهذا النظام أن ينظر في أعين هذا الشعب المُحاصَر ؟ أليس من حق شعبنا الفلسطيني أن ينعم بالحرية والحياة والأمان وهو صاحب الأرض والمكان ؟ أين هذه الأنظمة من شعاراتهم التي تغنوا بها منذ عقود باسم فلسطين والقدس وغزة والعروبة والإسلام ؟ وكيف ستبرر هذه الأنظمة للأجيال الفلسطينية اتخاذ مواقفهم المتفرجة على تلك الجرائم البشعة التي يتعرض لها شعبنا في فلسطين عامة , وفي قطاع غزة المُحاصَر خاصة ؟ أين هذه الأنظمة من حصار وتجويع وقتل أطفالنا ونسائنا وشبابنا وشيوخنا ؟

إن سياسة القوة وتضيق الحصار والخناق على غزة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تُرغِم شعبنا على الركوع أو الرحيل عن أرضه وأرض آبائه وأجداده , فهذه السياسة الإجرامية الغير مجدية سيكون مصيرها الفشل , بل ستزيد شعبنا إصراراً على مواصلة مسيراته الجهادية حتى مطالبه العادلة , واسترجاع أراضيه المحتلة وتحقيق كافة أهدافه في الحرية والاستقلال .

كما أن هذه السياسة الغير إنسانية ستزيد من إصرار شعبنا الفلسطيني على التشبث بأرضه مهما بلغت شدة حدة الانتهاكات التي ترقى في العديد منها إلى مستوى جرائم الحرب , والتي يحاسب ويحاكم عليها القانون الدولي ومحكمة الجنايات الدولية , كما أنها لن تجعله يركع أو يرفع الراية البيضاء كما يعتقد الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية والمتعاونين المنبطحين المنهزمين .

إن المؤامرات والمخططات وإنذارات التهديد والوعيد التي تستهدف غزة وأهلها كبيرة ومتواصلة , ولكن بإرادة شعبنا الذي لا يلين ولا يستكين سيتم إلحاق الهزيمة بهذه المخططات والتهديدات والمؤامرات التصفوية السابقة كما أفشلها شعبنا في السابق بفعل إرادته وصبره وعزيمته .

بقي لنا القول أن غزة جرح مفتوح , فعلى السلطة الوطنية أن تترابط وتتعاضد مع كل الأطياف والأحزاب الفلسطينية , وتوحد الصف الفلسطيني لتنهي الانقسام الأسود الذي أضر بقضية شعبنا , وتستعيد عملية المصالحة الحقيقية بمشاركة الكل الفلسطيني, ومن ثم ترفع العقوبات وتشكل حكومة وحدة وطنية , فمن هنا سنكون أمام أكبر ضربة لصفقة القرن والمشروع الصهيوني , الأمر الذي يجعلنا نشق طريقنا نحو الانتصارات وتحقيق آمال وأهداف شعبنا في العودة وتحقيق المصير وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

البث المباشر