علينا أن نقر بأننا حتى اللحظة ضعفاء أمام محمود عباس، وهذا الإقرار قد يكون مفيدا لو تحول إلى تغير الفعل وطريقة التعامل، وعلينا أن نحول فعلنا من ردة الفعل إلى الفعل الحقيقي على الأرض، فاستمرار تعاملنا مع خطوات عباس برد الفعل المقتصر على الشجب والاستنكار وإصدار البيانات فهذا أمر مريح لعباس وفريق المقاطعة، كما أن الشجب والاستنكار مريح للاحتلال ليفعل ما يريد لأنه يعتقد أن هذا أسلوب الضعفاء ولن يغير من الواقع شيئا ولذلك كلاهما مستمر في سياسته ويزيد طالما لم يجد فعلا على الأرض، فقديما قالها العلماء ( لكل فعل ردة فعل) ولم يكتفوا بذلك وأكملوا وإلا تصبح المعادلة لا قيمة لها فقالوا(مساوية لها بالقوة ومعاكسة لها في الاتجاه) بهذا تكتمل المعادلة وتصبح قانونا.
هل نحن بالفعل ضعفاء؟، وغير قادرين على تغيير المعادلة ومواجهة فعل عباس بفعل يوقف عباس عن التمادي في أفعاله، هل نحن غير قادرين على إنهاء محمود عباس سياسيا حتى نوقف التدهور الحاصل في المشروع الوطني؟، لم يعد هناك ما يمنع التفكير بطرق ابداعية بإنهاء محمود عباس سياسيا وتغيير الواقع الذي لو استمر سنكون شركاء لعباس شئنا أم ابينا في إنهاء القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الصهيوني.
حالنا لم يتغير طالما محمود عباس يتحكم بالمشروع الوطني الفلسطيني، بل سيصل بنا محمود عباس الى ما يخطط له وهو إنهاء الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين ليصبح ذلك حلما طالما كانت أفعالنا ردة فعل دون فعل على أرض الواقع، للك يجب العمل على تغيير محمود عباس قبل تغيير الواقع مع الاحتلال، لأن تغيير عباس هو أول الخطوات نحو تغيير العلاقة مع الاحتلال.
محمود عباس ليس قدرا؛ ولكن بصمتنا ومواقفنا المترددة وضعفنا في المواجهة معه سيجعل منه قدرا مفروضا دوليا وإقليميا لأن مشروع عباس يتوافق مع الإقليم ودول العالم وهو تمدد الاحتلال على كامل الارض والعمل على بقاءه واستمراره مع العمل على استخدامنا كعبيد للفلاحة والبناء بأجور عند الاحتلال بلا كينونة او شخصية، مجرد غرباء نعمل عبيد عن السيد المصون.
هذا العالم الذي تخشونه لا يفهم إلا لغة القوة وهو دائما مع من يفرض نفسه ويحقق ما يسعى اليه، وعليه علينا أن نفرض هذه القوة التي تجبر العالم على احترامنا أول هذه القوة إزاحة عباس عن المشهد الفلسطيني ليس هو فحسب بل وفريق العمل معه، وهذا يحتاج التضحيات وتقديم الاثمان لأن الخلاص من عباس ومشروعه هو خلاص للمشروع الوطني الفلسطيني وهذا يحتاج إلى نزع عنصر الخوف وفي نفس الوقت يحتاج إلى دفع الثمن مقابل ذلك.
أول خطوات التحرير تبدأ بالتخلص من العوائق التي تقف في وجه التحرير والعقبة الكأداء هو عباس والمتمثل بمشروعه القائم على تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة الاحتلال وهو يلقى قبولا من المجتمع الدولي والإقليمي، ولذلك على الكل الفلسطيني أن يوجه قوته نحو التخلص من محمود عباس وازاحته عن المشهد الفلسطيني ثم بعد ذلك التحول إلى حالة ثورية قائمة على التحرير، قد يقول البعض الظروف والاحوال والواقع والموقف الإقليمي والدولي لن يسمح، ولكن منذ متى كان هذا الذي يسمح أو لا يسمح هو مع حرية الشعوب، ومنذ متى كانت الثورات تحتاج إلى إذن دولي أو اقليمي؟، لا تقولوا الربيع العربي والذي لم يمت، وإن أخمد، ولكن حالتنا مختلفة مع احتلال ومتعاون مع الاحتلال، ولذلك نحن بحاجة إلى الاعتماد على الله والتسلح بالإرادة وبالتخطيط الجيد والوحدة حول الهدف وهو التخلص من محمود عباس سياسيا حتى يخلوا لنا وجه فلسطين، لنعمل على رسم الخطوات التي ستمكننا فيما بعد بتحريرها.