قائد الطوفان قائد الطوفان

قوّة الردع

حمادة
حمادة

محمد حمادة

تاريخ الإحتلال الصهيوني مع الفلسطينيين يعجّ بالإجرام. ومن مارس المجازر وسياسة تكسير العظام والرؤوس بالحجارة وأعقاب البنادق ومن أنتج فكراً يبيح حرق الصبي والرضيع ومجازر كمجزرة المسجد الإبراهيمي ومن ارتكب المحارق بحق غزة، لم يكن ليتورع عن الاستمرار في هذا النهج المجبول عليه. وليس أدلَّ على ذلك من قمع الإحتلال للأسرى في هذه الأثناء واستخدام الرصاص الحيّ ضدهم. ولكن لماذا يتوحش هذا المحتل بل يحافظ على طبيعته المتوحشه في التعامل مع الأسرى في حين أننا نجده في مواجهة غزة على سبيل المثال يتجنب إراقة الدماء على النحو الذي كان يفعله سابقا . كالمحرقة التي إرتكبها في أعقاب أسر الجندي چلعاد شليط أو كالمجازر التي ارتكبها في حرب 2014؟!

من الواضح جداً أن هذا المحتل الذي يستقي فقهه من حاخامات تبيح قتل الرضّع لم يكن ليتورع عن قتل المزيد والمزيد من أهلنا في غزة ولكنها قوة الردع التي نجحت المقاومة في غزة في خلقها وزرعها عميقا في وجدان المحتل وكيّ وعيّ ساسته بها، فالاحتلال في المواجهات الأخيره مع غزة عمد الى قصف المباني بعد التأكد تماماً من خلوها لأنه يعي جيداً أن غرفة العمليات المشتركة عندما قالت: الدم بالدم قد رسّمت قواعد اشتباك لن يتجاوزها المحتل وإلا فإنه يعرف أن الثمن سيكون كبيراً.

على الرغم من الخوف والخسائر المادية والجراح إلا أن الفلسطيني اليوم في سائر فلسطين تراه يخرج مرفوع الرأس فخوراً بمقاومةٍ وضعت الإنسان الفلسطيني في مكان رفيع مُهابٍ من عدوه وها هم أهل غزة يخرجون ويقفون على أنقاض القصف و هاماتهم عالية في عنفوان ولسان حالهم

هذه هي طريق الكرامة وضريبتها القليلة مقارنةً بضريبة الذل، هنا توزّع الكرامة الحقيقية ومن أيدي منفذي العمليات وأهاليهم في الضفة  نقتطف الكرامة الحقيقية ومن أيدي أسرانا الصامدون هناك نحصد الكرامة الحقيقية.

البث المباشر