لم تكتف العشرينية رزان النجار ورفيقاتها باقتناء القطط الصغيرة وتربيتها داخل البيت، بل كن منذ الصغر يرأفن بأي قطة تحتاج الطعام أو العلاج بمجهودهن الشخصي، رغم اعتراض بعضا من ذويهن.
حب القطط والعناية بها جمع النجار وبعض الفتيات اللواتي تعرفن على بعضهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقررن إنشاء صفحة عبر الفيسبوك بعنوان "حيوانات غزة الضالة" بهدف الاهتمام بها ورعايتها، عدا عن إطلاق بعض المبادرات مثل "ارحم ترحم" التي كانت في ديسمبر العام الماضي حين نظمنها لإطعام القطط والكلاب الضالة في شوارع غزة، بمشاركة 40 متطوعاً ومتطوعة، وجرى إطعام عشرات القطط والكلاب في الشوارع.
تقول النجار وهي خريجة اللغة الإنجليزية، أن شغفها بالحيوانات الاليفة جعلها تلتقي بفريقها الذي يعنى بتقديم الطعام والعلاج للقطط والكلاب الصغيرة، رغم جملة التعليقات السلبية التي تعرضن لها منذ البداية.
وعن طبيعة مبادرتها تروي "للرسالة" وهي تمسح على قطة صغيرة، أن الفريق فيه أربعة شباب أيضا، وتكمن مهام الجميع بإطعام القطط والكلاب وتنظيفها وإطعامها وتضميد جروحها لدى طبيب بيطري مختص.
وذكرت النجار أنه في كثير من الأحيان تأخذ وفريقها بعض القطط الصغيرة حديثة الولادة إلى بيوتهم للاهتمام بها، وعرضها للتبني عبر صفحة الفيسبوك، مشيرة إلى أن ذويهم قد يعترضون لكن في النهاية يتقبلون الوضع.
وحول مكان العناية بالحيوانات الضالة، أشارت إلى أن لدى إحدى فتيات الفريق شقة فارغة ضمت تلك القطط والكلاب في أقفاص، وهناك يتم العناية بهم حتى يأتي من يريد اقتناءها.
أما فيما يتعلق بالدعم المادي، أوضحت النجار أنهم يدفعون من جيبهم الخاص، عدا عن التبرعات البسيطة التي تأتي من أصدقائهم خارج قطاع غزة.
وواجهت النجار وصديقاتها تعليقات سلبية كثيرة من متابعي الصفحة وكذلك بمجرد نشر صورهن عبر منصات التواصل الاجتماعي وكان أبرزها يتكرر بشكل دائم "لو أطعمتم فقيرا بدلا من الحيوانات لكان أفضل، وهنا تقول:" لا نرد على التعليقات السلبية، هدفنا نشر الرأفة والرفق بالحيوان (..) لا نستطيع أخذ طفل فقير واحتوائه في بيوتنا، مضيفة: نجد الكثير من الحيوانات في مكبات النفايات بجروح مختلفة ونعمل على تقديم الرعاية لها.
وذكرت النجار أن فريقها نجح العام الماضي في انقاذ حياة كلب كان هزيلا ومليئا بالحشرات، بتنظيفه وإطعامه وتدفئته، وبعد علاجه نشرن صورته عبر تويتر فتبناه أحد المتابعين.
أما عن ذويهن تحدثت النجار ضاحكة " لا يحدث سجال معهم لكن في كثير من الأحيان يعترضون كوننا نقضي معظم الوقت بعد العمل في الاعتناء بالحيوانات الاليفة، لكن في النهاية يقتنعون بأعمالنا ونلقى الدعم اللازم منهم".
وحتى اللحظة تمكن الفريق من إنقاذ 32 قطة و7 كلاب وعشرات الطيور كما تشير النجار، ونشرن صور الحيوانات وقصص النجاح في إنقاذها لتشجيع الناس على أداء دورهم.
أما بالنسبة لطموح الشابات فهو تأسيس ملجأ خاص لاستقبال الحيوانات الضالة ورعايتها.