قائد الطوفان قائد الطوفان

تأثير مصر في المفاوضات المباشرة "محدود"

وكالات – الرسالة نت

يستضيف منتجع شرم الشيخ المصري المطلّ على البحر الأحمر مرة أخرى جهود إقرار السلام في الشرق الأوسط، لكن نفوذ مصر في تشكيل النتيجة تضاءل بشدة.

وتمثل جدارية عند مدخل شرم الشيخ "قمة صنّاع السلام" عام 1995 وتذكر بإحدى المبادرات التي طرحت في هذا المنتجع الذي ذبل من حرارة الصراع في الشرق الأوسط.

وليس هناك توقعات تذكر بأن تتغير النتيجة بعد اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم لعقد جولة محادثات ثانية في مصر بعد بدء حوار مباشر في واشنطن هذا الشهر.

ومصر التي أصبحت في عام 1979 أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل ليس لديها القدرة على التأثير على أي من الطرفين للدخول في أي اتفاق.

وقال محمد بسيوني السفير المصري السابق لدى إسرائيل: إنّه لا يوجد طرف باستثناء الولايات المتحدة يمكنه القيام بدور الراعي، فهي دولة عظمى لديها القدرة على فرض حلول للصراع والضغط على الطرفين للتوصل لاتفاق.

وكان حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قال الأسبوع الماضي: إنّ الدور المصري كمضيف للمحادثات يؤكد مكانتها البارزة لكنه أضاف أنّ مصر لن تشارك في المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال نبيل عبد الفتاح من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن هذا اعتراف رمزي بدور مصر في عملية السلام في الشرق الأوسط لكن دورها الآن تقلص لمجرد مناصر رئيسي لمحادثات السلام .. وإنّ القاهرة لا يمكنها إجبار أي من الطرفين على التوصل إلى اتفاق.

وهناك عقبات كبيرة أمام هذه المحادثات منها الخلافات العميقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن البناء في المستوطنات الإسرائيلية مما يجعل التوصل إلى اتفاق أمر غير واقعي في غضون عام وهو الموعد المستهدف منذ بدء العملية. وفي حين كانت مصر كثيرًا ما تستضيف المحادثات إلا أنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا على مدى نحو 20 عامًا من الوساطة.

واستضافت مصر محادثات فنية بعد اتفاقات أوسلو عام 1993. وساعدت هذه المفاوضات في تمهيد الطريق للزعيم الفلسطيني في ذلك الوقت ياسر عرفات للعودة الى غزة والضفة الغربية حيث شكّل السلطة الفلسطينية.

وعلى الرغم من ماضيها المتباين من النجاح والفشل في الوساطة مازال ينظر لمصر وهي أكبر الدول العربية سكانًا، والتي تضم جامعة الدول العربية باعتبارها اللاعب الرئيسي في المساعدة في كسب أي تأييد عربي.

وقال المحلل السياسي عمرو الحمزاوي إن دور مصر الإقليمي مازال قائما ليس بسبب ثقلها الدبلوماسي ولكن بسبب ثقلها الجغرافي والثقافي في العالم العربي.

ومما يعكس دور مصر الإقليمي أن نتنياهو عندما تولى السلطة اختار زيارة مبارك في شرم الشيخ قبل توجهه إلى واشنطن. ولكن مثل جدارية قمة صناع السلام في مدخل شرم الشيخ فان الصور الباقية في الأذهان تحث على توخي الحذر مثل صور التقطت في عام 2003 للرئيس الأمريكي السابق جورج بوش يقود سيارة كهربائية تقل مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله في فندق في شرم الشيخ. ولم تتمكن مبادرة السلام في الشرق الأوسط التي طرحت في ذلك الوقت من البقاء طويلا.

 

البث المباشر