قائد الطوفان قائد الطوفان

مصادر: "إسرائيل" غير قادرة على ضرب إيران

الناصرةـ الرسالة نت

قال تقرير سريّ أمريكي إنّ فنزويلا تحوّلت عمليا الى قاعدة عسكرية نووية إيرانية.وبحسب المصادر فانّ هذا التقرير اعد ضمن الأبحاث التي تجريها المؤسسات المختلفة لرصد التغلغل الإيراني في أمريكا اللاتينية.

وأوردت "يديعوت احرونوت" العبرية، أنّ التقرير يقول إنّ حجم الاستثمارات الإيرانية في فنزويلا وصل في السنوات الخمس الماضية الى أربعين مليار دولار، لافتا الى أن المدير العام للبنك المركزي في فنزويلا هو من أصول إيرانية.

وزعم التقرير أنّ طهران تستغل فنزويلا بهدف الالتفاف على العقوبات الاقتصادية والأخرى المفروضة عليها من قبل مجلس الأمن الدولي بسبب برنامجها النووي.

والمح التقرير الى أنّ مئات المصانع التي أقامتها إيران تقوم بإنتاج مواد ممنوعة، دون أن يفصح عن نوعها، كما أشار التقرير الى اتفاق التعاون العسكري الذي وقع بين الدولتين في نيسان (ابريل) من العام 2009 والاتفاق الثاني حول التعاون الثنائي في مجال التكنولوجيا النووية في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2008.

وقال المحلل للشؤون الإستراتيجية بالصحيفة إنّ فنزويلا بالنسبة لإيران هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها عن طريقها التملص من العقوبات الدولية وتهريب الأسلحة المحظورة دوليا، لافتا الى انّه بحسب المعلومات الإستخبارية الأمريكية فانّ إيران حوّلت فنزويلا الى غطاءٍ لجهودها الهادفة للحصول على القنبلة النووية.

في نفس السياق، رأى الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، يسرائيل شبير، الذي تبوأ قبل بضع سنوات المنصب الثالث في أهميته في سلاح الجو وشارك في الهجوم على المفاعل النووي في العراق أنّ سلاح الجو سيجد صعوبة في إعادة تمثيل نجاحه في العراق بنجاح في إيران.

وقال شابير للصحافي يوسي ميلمان من "هآرتس" العبرية إنّ الإيرانيين استخلصوا الدروس من الهجوم على المفاعل النووي في العراق، لافتا الى انّه في العراق كل البرنامج النووي تركز في المفاعل، ولكن بالمقابل نثر الإيرانيون المنشآت النووية في ارجاء الدولة، بعضها توجد في القسم الشرقي، وقد حصنوا منشآتهم بحيث انهم بنوها تحت الارض او اقاموها في الخنادق المحصنة.

وأكد الجنرال الإسرائيلي على انّه وبكل الاستقامة والصدق، ليس لسلاح الجو قدرة إستراتيجية حقيقية على قصف أهداف بعيدة لفترة زمنية طويلة في ظل استخدام قدرة التسلح اللازمة لذلك، على حد تعبيره.

وقال المحلل الإسرائيلي انّه كي ينجح الهجوم العسكري سيتعين تدمير أهداف أخرى، عديدة ومتنوعة، حتى لو كان معظمها معروفا لأجهزة الاستخبارات في اسرائيل وفي الغرب، فانّه من الواضح، حسب دراسات أجريت في الغرب انّ قوة عظمى ذات قدرة إستراتيجية كالولايات المتحدة فقط يمكنها ان تهاجمها بنجاح.

قال ميلمان إن قائد سلاح الجو ورئيس الأركان السابق، دان حالوتس، كتب مؤخرا في كتابه (بمستوى العيون) إن البرنامج النووي الإيراني هو مشكلة عالمية، ووقوف "إسرائيل" في الجبهة لا يجدي في معالجة الموضوع، مؤكدا على انّه بسبب تعقيد المشكلة الإيرانية، سيكون من الصحيح ان تعالجها دول أخرى، على حد تعبير حالوتس.

ولفت المحلل الى انّه ليس فقط قادة السلاح الجو في السابق وفي الحاضر يدعون بان الواقع صعب لـ"إسرائيل"، فرئيس الوزراء نتنياهو يعتبر مترددا وخائفا، كما انّه سيجد صعوبة في أن يأمر الجيش في الانطلاق الى عملية، أمّا وزير الأمن باراك، ورئيس الأركان غابي اشكنازي، اللذان هاجمت "إسرائيل" سورية تحت قيادتهما ، فيعتبران زعيمين حذرين ومتزنين يعرفان الفوارق الجوهرية بين الهجوم على المفاعل السوري والهجوم على المنشأت الإيرانية وحتى وزير الخارجية ليبرمان، رغم صورته كصقر مفترس، كان قد أعرب قبل ثلاث سنوات عن موقف بموجبه فان احتمالات الهجوم على إيران ضاعت عندما قرر الرئيس جورج بوش الامتناع عن ذلك.

وزاد إن الدولة العبرية ستفعل كل ما في وسعها، بما في ذلك استخدام القوى العسكرية كي تمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، مشيرا الى انّه سطحي، هذه هي السياسة الإسرائيلية المعلنة، ولكن فحصا للحقائق يبين صورة مغايرة جوهريا، فتل أبيب، برأيه، ستجد صعوبة شديدة في تدمير البرنامج النووي الإيراني او حتى لإبطائه.

وأشار أيضا الى انّه في نظرة الى الوراء، بعد الهجوم في العراق، وصف محللون قرار رئيس وزراء "إسرائيل" وإيمانه المتشدد بأنّه (عقيدة بيغن)، وأعطوه معنى استراتيجيا، وأكدوا على انّه من حيث الجوهر يقضي هذا المفهوم بان "إسرائيل"، الذي يعتقد كل العالم بان لديها سلاحا نوويا، لن تسمح أبدا لدولة أخرى في الشرق الأوسط أن تملك مثل هذا السلاح، الذي سيهدد أمنها.

وتطرق المحلل الى الفوارق البارزة بين الهجوم على المفاعل النووي العراقي والهجوم على المنشأة النووية السورية في وادي الزور السورية، وقال انّه قبل الهجوم في العراق لم تشرك "إسرائيل" دولا أخرى في نواياها، ولا حتى الولايات المتحدة التي كان يقودها رونالد ريغان ،احد الرؤساء الأكثر ودا (إسرائيل)، وبعد الهجوم أعلنت حكومة (إسرائيل) بشكل رسمي بان طياريها هم الذين نفذوا العملية. في الحالة السورية، حصل العكس تماما: الدولة العبرية، برئاسة رئيس الوزراء إيهود اولمرت ووزير الامن ايهود باراك، اطلعا الولايات المتحدة قبل بضع ساعات من العملية، ولكن منذ العملية وحتى اليوم تبقي "إسرائيل" على الغموض، ولم تتحمل المسؤولية عن العملية.

وقال ميلمان انّ صورة "إسرائيل" في الساحة الدولية يصممها بقدر كبير هذان الهجومان الناجحان، لأنّهما خلقا الانطباع بان سلاح الجو بشكل خاصٍ، والجيش الإسرائيلي على نحو عام قادران على أن يخرجا الى حيّز التنفيذ بنجاح كل أمر من هذا النوع تتخذه الحكومة، ولكن هناك العديد من قادة المستوى السياسي، بالاضافة الى أقطاب المؤسسة العسكرية، الذين أصبحوا أسرى هذه الأسطورة، ولكن عمليا، أكد ميلمان، الواقع اكثر تعقيدا بكثير، لافتا الى انّه في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الحديث علنا: ليس بعد اليوم ابدا، ووزير الامن يذكر بان كل الخيارات موضوعة على الطاولة، فانّه في المحادثات التي تجري في الغرف المغلقة خلف الكواليس تختلف لهجة صنّاع القرار الإسرائيليين، اختلافا جوهريا، وهم يفهمون المصاعب الإستراتيجية ـ العسكرية، السياسية والاقتصادية التي سيجلبها معه القرار بمهاجمة ايران.

وأوضح انّه بالنسبة لـ"إسرائيل" فانّ الاعتبار المركزي في كل قرار يرتبط بمواضيع الأمن الوطني والمسائل الوجودية كان دوما موقف الولايات المتحدة، ومن هنا ايضا الاستنتاج المعقول والمنطقي بانّ إسرائيل لن تنفذ أي هجوم في إيران طالما تعارض إدارة اوباما ذلك بشدة.

وخلص الى القول انّه حيال المخاطر، انعدام اليقين، والمتغيرات الكثيرة جدا، فانّ الاستنتاج المعقول الذي يمكن استخلاصه هو أن زعماء "إسرائيل" سيجدون صعوبة باتخاذ قرار بقصف ايران، ما يعني أن سيتعين على "إسرائيل" العيش في ظل المظلة النووية الإيرانية، على الرغم من أنّ هذا التوجه سيدفع الإسرائيليين الى الاستنتاج بانّ ليس لهم ولأبنائهم مستقبل في الدولة العبرية في مثل هذا الوضع وسيفضلون الهجرة، لانّ السلاح النووي لدى إيران سيشجع دولا عربية على تحقيقه لنفسها أيضا.

البث المباشر