الشعبية تدرس تعليق عضويتها بالمنظمة

غزة – الرسالة نت

تدرس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أطرها وساحات الداخل والخارج والسجون مقترحاً بتعليق حضور جلسات اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، احتجاجا على ما تسميه سياسات التفرد التي تنتهجها قيادة المنظمة لكنها حتى الآن لم تبلور قراراً بهذا الشأن.

 

ورغم نفي الجبهة وجود تهميش لها في المنظمة، فإنها تشكو من "تفرد القيادة الفلسطينية بالقرار وحتى أبعد من ذلك الذهاب للمفاوضات المباشرة دون وجود نصاب واتفاق داخلي فلسطيني".

 

ويعتقد مراقبون ومحللون أن الجبهة الشعبية – التي خرجت مرتين من المنظمة احتجاجا- عليها أن تبقى في اللجنة، وتسعى لتشكيل لوبي ضاغط للحفاظ على الثوابت وعدم السماح للفريق المتنفذ بتقديم تنازلات.

 

وقال مسؤول فرع الجبهة الشعبية في قطاع غزة كايد الغول:"إن ما تبحثه أطر الجبهة القيادية ليس الانسحاب، بل تعليق المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لأسباب تتصل بالعودة للمفاوضات بشكل يخالف قرارات اللجنة التنفيذية وأخذ القرار دون نصاب قانوني.

 

وذكر الغول أن هيئات الجبهة تدرس الأمر، وخلال أيام قريبة ستعلن موقفها، متحدثاً عن وجود وجهتيْ نظر خلال النقاش، الأولى يعتقد أصحابها أن تعليق المشاركة يبعث برسالة قوية للقيادة "المتنفذة" في المنظمة، والأخرى يرى أصحابها ضرورة البقاء في الداخل والمعارضة من الداخل ومحاولة منع أي تنازلات.

 ترتيب هندامه استعدادا للخروج، منذ خمس سنوات، وهو يمارس نفس الطقوس الصباحية، يخرج بوقت مبكر، يتشاجر مع زوجته قبل الخروج، لأنها لم توقظه مبكرا، فقد تأخر عن موعده كثيرا، تنظر إلى وجهه باستغراب، أي موعد يا رجل؟؟

تضحك..تهزأ، ثم تكمل نومها لا مبالية وبدون أي رغبة في سماع أي رد.

يلج مسرعا إلى الشارع وكأنه يتعمد الإسراع رافضا الاستسلام لأوجاع ركبتيه التي ما فتأت لا تفارقه منذ عشر سنوات، يدور في الشوارع، ينظر إلى المارة، يعاود التفكير في عمله السابق، لقد كانت صحته أفضل قبل خروجه إلى المعاش، لماذا يرفضون من هم في مثل سنه، ويصرون على انه عاجز عن العطاء، إن باستطاعته أن يعمل أكثر من شاب في العشرين، وما زال يتمتع بصحة ابن الثلاثين، تلتوي قدمه تحته موجعة، فيرفض الإحساس بالألم، يكذبه ويصر على السير مسرعا، يجلس على القهوة لاهثا، لا يعرف أحدا من الجالسين، على الرغم من انه أصبح زبونا دائما منذ عام، يواسي نفسه..لكنه ما زال شابا، ومن هم في مثل سنه لا يندمجون مع هؤلاء العجزة المقلبين لتلك الصحف.

ثم مع وقفة صادقة مع ذاته يختلس النظر إلى الرجال الجالسين، ويبدأ بعقد مقارنه بينهم، جميع مقارناته تنحصر في الجسم والطول والعرض والهندام، وعدد خصلات الشيب، ومدى استفحال الصلع في شعر ذاك أو هذا، ذلك يلبس نظارة طبية سميكة، وذلك لم يتوقف عن السعال منذ جلس إلى جانبه، أما ذلك الشاب فهو الأقرب إلى سنه ويمكنه التعارف إليه في وقت لاحق. 

ثم يتوكأ مرتاحا مبتسما حينما يتوصل إلى حكم لصالحه في النهاية معلنا انه اصغر الجالسين سنا.

يتناول إفطاره الخالي من أي مكونات دهنية، لا بيض ولا حليب، ولا قشطه أو زبد..فنسبة الكولسترول ترتفع يوما بعد يوم، يخرج من جيبه حبة الضغط ويبتلعها مسرعا، فقد نسيها منذ يومين وتسببت له بألم وإرهاق كبير، بل وكاد أن يغمي عليه في الشارع لولا رحمة ربه..وهو يرفض نظرات الشماتة في عيناي زوجته كلما ذكرها بأن صحته ما زالت شبابا، ولتنظر لنفسها بالمرآة لتعرف أنها أصبحت عجوزا، لا مجال لمقارنته بها..

يعد الساعات الطويلة، يعتصره الضجر، فلم يتجاوز الساعتين منذ خروجه من المنزل، يذهب إلى المكتبة، يتناول الصحف، وبعضا من دواوين الشعر القديمة، يصر على المشي، يزداد الألم، يزداد الضجر، يعاود السير يتألم أكثر فقدماه لم تعد تحتمل..ينظر إليهما نظرة قهر ولكنه يستسلم في النهاية عائدا إلى بيته..

البث المباشر