"الياسين ويوسف" اثنان من سفراء الحرية، جاءا إلى الحياة بعد سنتين من معاناة والديهما المعتقل طه الشخشير – 54 عاما -وزوجه أشواق، لتهريب نطفة من أجل عملية الزراعة وإنجاب أطفال يشاركون شقيقاتهم "أحرار وأبرار" الحياة العائلية.
حكاية الأسير الشخشير وهو ابن مدينة نابلس، بدأت في تحديه للسجان منذ اعتقاله سنة 1993 وصدر بحقه السجن المؤبد، تمرد كثيرا في معتقله وكان على يقين بالخروج وتكوين أسرة، فكان له ذلك حينما أفرج عنه في صفقة الوفاء للأحرار 2011، فتزوج ورزق بابنتين الأولى "أحرار" والثانية "أبرار"، لكن أعيد اعتقاله عام 2014 مع الحكم المؤبد.
عبر فيديو تداولته وسائل الإعلام قالت الأم أشواق بعد خروجها من العملية:" الخطوة ليست سهلة، لكنها انتصار للأسير وأهله (..) بطريقة معينة أخرجنا النطفة وتمت عملية الزراعة".
وتابعت:" بعد سنتين تمكنا من إجراء العملية، فرزقنا بالياسين ويوسف"، متمنية خروج زوجها لينعم بتربية صغاره.
وذكر أحمد الشخشير شقيق الأسير أنه سمى "ياسين" تيمنا بعمه الشهيد الذي استشهد برصاص الاحتلال )الإسرائيلي( في الانتفاضة الأولى، أما "يوسف" فهو الاسم المفضل لوالده.
وبولادة الصغيرين "ياسين ويوسف" يصل عدد سفراء الحرية الى 82 طفلا ممن خاض أهلهم تجربة تهريب النطف التي تعتبر أملا للأسرى، وخاصة القدامى منهم وأصحاب الأحكام الطويلة في ظل أعمار تتلاشى داخل السجون.
وفيما يتعلق بموعد الإفراج عنه، قال شقيقه إنه ليس هناك موعد محدد للإفراج عنه، كونه من محرري صفقة شاليط المعاد اعتقالهم، وتشترط المقاومة الإفراج عنهم كشرط مسبق للتفاوض بشأن صفقة أسرى جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن أول ولادة طفل من النطف المهربة من داخل السجون سجلت في منتصف العام 2012 حيث أنجبت زوجة الأسير عمار الزبن المحكوم بالسجن 27 مؤبدا و25 عاما طفلها الأول مهند.
ويعد تهريب النطف ليست أمرا سهلا، فهو محفوف بالمخاطر للطرفين سواء الأسير أو الزائر كان زوجه أو والديه، فيكون بأدوات بسيطة تساعد على التهريب وحفظ "السائل المنوي" من التلف، كمكان النواة في حبة التمر.
ولطبيعة الحياة المختلفة في الضفة المحتلة، فإن إنجاب طفل عبر نطفة مهربة ليس سهلا، فلابد أن يتم الأمر بقرار من الزوجين ومباركة ذويهما، كما في قطاع غزة، لكن تبقى التقاليد والعادات في الضفة مختلفة.
وكانت في تحقيق أعدته "الرسالة نت" قبل عدة شهور حول النطف المهربة، تحدثت فيه مع الحقوقية عبير قاسم، والتي ذكرت أن أطفال النطف المهربة في قطاع غزة يسجلون في السجلات المدنية دون إشكالية، لكن لا يدخلون على البيانات المركزية في القدس أسوة بسكان القطاع بعد الانقسام السياسي، عدا عن حرمانهم الزيارة.
وبينت أن أطفال الضفة تمنعهم (إسرائيل) من زيارة ذويهم بحجة عدم وجود صلة قرابة مع الأسير.
وتحدثت الحقوقية أن أهالي أطفال النطف المهربة لا يرغبون التصريح لوسائل الاعلام خوفا من منعهم من الزيارة أو عرقلة أمورهم القانونية التي تترافع فيها الجمعيات الحقوقية لحصول الأطفال على أوراق ثبوتية لاسيما المقدسيين.
وبحسب قاسم، فإن (إسرائيل) لا تكتفي بعقوبة الأسير المهرب للنطفة داخل المعتقل، أو حرمان ابنه من الأوراق الثبوتية، بل تسمح في المرة الأولى للأم الحضور بطفلها لتوقعها في فخ التحقيق المهين والمذل.
وكشفت الباحثة أنه خلال التحقيق يستفز الاحتلال الأم ويسألها من أين جاءت بالطفل من أبيها أم أخيها، لكن يبقين قويات فهن صاحبات القرار ويواجهن المحقق بصلابة وقوة.