قائد الطوفان قائد الطوفان

تركيا ملتزمة بدعم حكومة الوفاق الليبية عسكريا وأوروبا تتحرك دبلوماسيا

الرسالة نت - طرابلس

أعلن رئيس مكتب الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون أن حكومة الوفاق الليبية طلبت من أنقرة دعما عسكريا، مؤكدا أن بلاده ملتزمة بحماية مصالحها المشتركة مع ليبيا.

من جانبه قال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنه سيزور طرابلس يوم 7 يناير/ كانون الثاني المقبل برفقة وزراء خارجية كل من إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. يأتي ذلك بينما أعلن مصدر عسكري من قوات الوفاق إحباط محاولة لمجموعة من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للتسلل إلى طريق المطار جنوبي طرابلس.

وأضاف المسؤول التركي في سلسلة تغريدات على تويتر أن أنقرة تدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في ليبيا، داعيا القوى الخارجية إلى التوقف عن دعم الجماعات غير الشرعية ضد الحكومة الليبية.

وشدد ألتون على رغبة تركيا ألا تتحول ليبيا إلى منطقة حرب، وعلى التزامها بتحقيق الاستقرار والسلام فيها وفي البحر الأبيض المتوسط، على حد تعبيره.

يأتي ذلك غداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراء تصويت في البرلمان يوم 8 أو 9 من الشهر القادم على إرسال جنود لدعم حكومة الوفاق الوطني، مؤكدا أن بلاده ستقدم جميع أنواع الدعم لحكومة طرابلس في كفاحها ضد "الجنرال الانقلابي خليفة حفتر المدعوم من دول أوروبية وعربية مختلفة".

وكان البرلمان التركي صادق السبت الماضي على اتفاق للتعاون العسكري والأمني وقع بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية، مما يتيح لأنقرة تعزيز حضورها في ليبيا. ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ أول الخميس بعد نشره في الجريدة الرسمية.

انتظار الأوامر

من جانبها، أكدت مصادر عسكرية في أنقرة أن القوات المسلحة التركية مستعدة للتوجه إلى ليبيا والقيام بمهامها حال تلقيها التعليمات. جاء ذلك عقب مؤتمر صحفي للمتحدثة باسم وزارة الدفاع ناديدا شبنم أكتوب قدمت فيه تقييما لأنشطة الوزارة خلال العام 2019.

وعن التوجه إلى ليبيا، قالت المصادر إن القوات المسلحة التركية مستعدة للقيام بكافة أنواع المهام داخل تركيا وخارجها حال تلقيها التعليمات.

وفي وقت سابق، قال السفير الليبي في تركيا عبد الرزاق مختار عبد القادر إن بلاده تحتاج دعما عسكريا في الدفاع الجوي والتدريب الخاص، في ظل أنباء عن تقديم حكومة الوفاق طلبا رسميا إلى أنقرة للحصول على دعم عسكري بحري وبري وجوي.

من جهتها قالت نائبة وزير الخارجية الإيطالي إن هناك حاجة ملحة لمنع تدخل الجهات الخارجية الفاعلة في الأزمة الليبية، وأكدت أن المسار السياسي الأممي يظل المسار الرئيسي لحل النزاع الليبي.

تحرك أوروبي

وبينما أعلنت الخارجية الليبية عن زيارة مقبلة لوفد أوروبي رفيع المستوى إلى طرابلس، أكد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه سيزور ليبيا يوم السابع من الشهر المقبل للقاء المسؤولين الليبيين.

وأوضح بوريل خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية في حكومة الوفاق الوطني محمد الطاهر سيالة أن وزراء خارجية إيطاليا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا سيرافقونه في الزيارة للتباحث مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.

من ناحية أخرى دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي إلى مزيد من التنسيق لتحقيق الاستقرار في ليبيا. وأوضح الكرملين أن الرئيسين أكدا خلال اتصال هاتفي أهمية جهود الوساطة الألمانية والأممية، لدفع العملية السياسية بمشاركة جميع الأطراف الليبية.

من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن السيسي بحث مع بوتين ما وصفها بمحاربة المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ووضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، مضيفا أن الرئيسين اتفقا خلال الاتصال على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتسوية الأزمة الليبية.

إحباط هجوم

ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، يشهد محيط طرابلس معارك مسلحة بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات حفتر. وقد تجددت المعارك أمس الجمعة في محيط طرابلس.

وأفاد مراسل الجزيرة بمقتل مدني وإصابة ستة آخرين إثر سقوط قذائف عشوائية على منطقة سكنية متاخمة لمحاور القتال جنوبي العاصمة الليبية.

وقال مصدر عسكري من قوات الوفاق إنها دمرت ثمانيَ آليات عسكرية، بينها مدرعتان إماراتيتان. كما قالت قوات الوفاق إنها تمكنت من إحباط محاولة لمجموعة من قوات حفتر التسلل إلى طريق المطار جنوبي طرابلس، في محور الخلاطات المحاذي للطريق، بينما نفى مصدر عسكري للجزيرة سيطرة قوات حفتر على منطقة الحرشة في مدينة الزاوية.

وقد أفاد مصدر عسكري من حكومة الوفاق بتجدد الاشتباكات المسلحة في أغلب محاور القتال جنوبي طرابلس. واستعادت قوات الوفاق مواقع خسرتها في وقت سابق، وأجبرت قوات حفتر على الانسحاب إلى خلف معسكر اليرموك في محيط طرابلس.

وذكرت مصادر من قوات الوفاق أن مقاتلي الخطوط الأمامية في قوات حفتر كانوا من مسلحي شركة "فاغنر" الروسية، الذين ينفذون عمليات قتالية ضد قوات حكومة الوفاق باستخدام أسلحة نوعية حديثة.

وأكدت وسائل إعلام موالية لقوات حفتر أنها فقدت قائدا عسكريا بارزا يحمل رتبة عقيد ركن ويدعى فتحي محمد المسلاتي، بعدما لقي مصرعه أمس الجمعة إثر قصف صاروخي في محور اليرموك جنوبي العاصمة طرابلس. وكان المسلاتي يقود سلاح الدبابات والمدرعات في اللواء 106 التابع لقوات حفتر.

في غضون ذلك احتشد آلاف الليبيين في مدينة مصراتة غربي البلاد، تعبيرا عن دعمهم لحكومة الوفاق الوطني، ورفضهم هجوم قوات حفتر على طرابلس.

ورحب مئات المتظاهرين في ساحة الشهداء وسط العاصمة وفي مدينة مصراتة غربي ليبيا، بالتعاون التركي الليبي الرامي إلى دفع ما وصفوه بعدوان قوات حفتر على طرابلس وباقي مدن المنطقة الغربية.

وردد المتظاهرون شعارات منددة بتدخل مصر والإمارات ومساندتِهما لعدوان حفتر الذي استهدف الأحياء السكنية وأودى بحياة مدنيين، منهم نساء وأطفال.

الجزيرة نت

البث المباشر