سلطت صحيفة "إسرائيلية"، الضوء على حقيقة ما بات يعرف في الإعلام العبري بـ"النهر السري" الذي تحدثت عن اكتشافه قناة عبرية مؤخرا، ولعب "دور النجم" في وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقريره لها أعدته الصحفية إيلانا كوريئيل، أن "هذا النهر، ليس سريا، ولكنه خطير، وهو عمليا ظاهرة معروفة لسريان الجدول مع الأملاح التي تضخ من برك التبخير لمصانع البحر الميت في المنطقة".
وذكرت أن العاملين في المعهد الجيولوجي، الذين يبحثون في منطقة البحر الميت لوفرة الظواهر الجيولوجية، يعرفون الظاهرة ويتابعونها منذ عشرات السنين.
ونوهت إلى أن الباحثين بالمعهد وعقب نشر التقرير في قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية، أعلنوا "تطور هذا المقطع من جدول العربا وصب الملح في مجراه منذ نهاية الثمانينيات، ونشر هذا البحث في عدد كبير من المؤتمرات المهنية والجماهيرية في الداخل والخارج".
الباحث الإسرائيلي العاد دنتا الذي يعمل حالبا في "معهد شمير لبحوث الجولان وفي المعهد الجيولوجي"، الذي كتب رسالة دكتوراه في الموضوع، "نشر في 2017 مقالا عن جدول العربا كرد فعل على انخفاض مستوى البحر الميت".
وأوضح الباحث أن القناة التي نراها اليوم، هي استمرار لجدول العربا من الشمال إلى برك التبخير وحتى البحر الميت، واستطال جدول العربا بعد انخفاض مستوى البحر الميت وجفاف الحوض الجنوبي منه.
وأضاف: "في الماضي كان الجدول يصب في الحوض الجنوبي واليوم وبعد الجفاف في الثمانينيات، يصب في الحوض الشمالي، وكما نعرف، يتدفق في الفيضانات فقط".
ونوه أن المقطع الذي تحدثت عنه القناة، "هو مقطع في قسم منه يتدفق بين برك التبخير لمصانع البحر الميت الإسرائيلية والأردنية، ويتغذى في معظمه من الأملاح التي في برك مصانع البحر الميت، وعمليا، المياه التي نراها هي في واقع الأمر أملاح، والمياه به أكثر تركيزا من مياه البحر الميت".
وبين دنتا، أنه "في العقود الأخيرة، استطال الجدول وتعمقت القناة ومن المتوقع أن تتعمق في المستقبل أيضا بوتيرة عشرات السنتيمترات في السنة"، محذرا من خطورة التعامل معه لأنه في "قسم من حوض الصرف من الجنوب، توجد ألغام، وكل فيضان يجرف معه ألغاما تصل في قسم منها وتتبقى على ضفاف القناة وفي القناة ذاتها، وهذا ليس مكانا للتجول فيه".
كما حذر "المعهد الجيولوجي" الإسرائيلي، من خطورة "التجول في المنطقة، لأنها خطيرة ومزروعة بالألغام التي تنجرف مع الفيضانات وتتوزع على طول الجدول (على الضفة والشرفات وفي القناة ذاتها)، كما يمكن للألغام أن تكون مدفونة تحت طبقة رقيقة من التراب، وإضافة لذلك؛ البنية التحتية في المنطقة غير مستقرة؛ فالضفاف تنهار بشكل مفاجئ، كما يوجد في الجوار حقول من البواليع النشطة".
"الباحث الكبير" في المعهد الجيولوجي ايتي غبريئيلي، ذكر أن "مصانع البحر الميت تنفذ عملية استنفاد لبرك التبخير، وفي نهايتها تحرر من جديد إلى جدول العربا، ومن جدول العربا تتدفق نحو البحر الميت".
ونبه أنه "حين تكون هناك مياه، كل شيء يزدهر، أما من الأملاح فلا تخرج حياة، وهناك لا وجود لأي شيء أخضر"، مؤكدا أنه "لولا مصانع البحر الميت لما كان هذا النهر قائما، وهو جزء من الإجراء الصناعي".
أما الباحث الكبير نداف لينسكي، وهو مدير مختبر البحر الميت في المعهد الجيولوجي، والذي يبحث في المنطقة منذ 17 عاما، شرح أن "المصانع تضخ الأملاح طول العام، وهذا نهر غريب بلا شك، يصعب جدا الوصول إليه، ويوجد في منطقة ملغومة، ونحن نطير إلى هذه المناطق في مروحية وندخل في الخفاء، والسير هناك على الأقدام غير منطقي".
يوحنان آرتسي، مهندس يعمل في مصانع البحر الميت، أكد أنه "لا يوجد أي سر ولا يوجد أي شيء خفي، بل العكس. فهذا مغذى من برك التبخير (برك الإسرائيليين والأردنيين) وسيواصل التعمق طالما واصلت برك التبخير عملها".
وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه ليست ظاهرة طبيعية بل ظاهرة جيولوجية من فعل الإنسان، والكشف عن المكان ينبع ضمن أمور أخرى، من خطة وضعت للبحث في الظواهر الاصطناعية في المنطقة.
عربي21