بدأت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالعمل على إرسال واستقبال البريد الفلسطيني عبر الأردن، بعيدا عن (إسرائيل) التي كانت تتحكم في الطرود البريدية وتعمل على منع إيصال الكثير منها.
وتعمل (إسرائيل) على إيقاف إيصال الكثير من الطرود البريدية بدواع أمنية وغيرها، بهدف التنغيص على الفلسطينيين ومنعهم من الاستفادة من هذه الخدمة.
ولعل قدرة الفلسطينيين على إرسال واستقبال الطرود البريدية، تعد خطوة على طريق السيادة التي تعمل (إسرائيل) على منعها عن الفلسطينيين.
آلية العمل
ومع بداية العام عمل البريد الفلسطيني، تم افتتاح خطوط واضافة وجهات جديدة لإرسال البريد للفلسطينيين، حيث أصبح بإمكان المواطن إرسال البعائث البريدية لجميع دول العالم بالطريقة المباشرة من خلال مطار الملكة علياء الدولي دون اللجوء لإرسالها من خلال الاحتلال.
ووفق البريد فسيتم توفير قائمة بالدول والوجهات التي يمكن ارسال البريد إليها باستثناء بعض الدول التي لا يمكن قبول البريد الموجه لها بسبب القوى القاهرة من حروب أو كوارث طبيعية.
وأكد البريد أن هذه الخطة ستساهم في زيادة ثقة المواطن الفلسطيني بالبريد خاصة أن هذه الارساليات لن تمر عبر (إسرائيل).
وبدأ البريد الفلسطيني قبل أسبوعين بتصدير 40 طردا إلى الولايات المتحدة، كان من المفترض أن ترسل للبريد السطحي من خلال الاحتلال، حيث تم ارسال هذه الطرود للبريد السطحي المنقول جوا من خلال مطار الملكة علياء في عمان وذلك لتفادي المعيقات (الإسرائيلية) واختصارا للوقت الذي قد يصل الى النصف.
ومن المقرر أن يزيد عدد الارساليات الصادرة بعد هذه القرارات الجديدة حيث تصدرت خلال عام 2019 الولايات المتحدة الاميركية أكثر الدول التي يتم ارسال المواد البريدية إليها بما يعادل 41.2%، تليها ألمانيا 12.8%، ثم الأردن 6.2%، وروسيا 5.7%، والصين 5.4% والباقي الى دول العالم، وتتنوع هذه الارساليات من طرود بريدية ورسائل مسجلة ورسائل عادية وبطاقات معايدة.
ويعتبر البريد أحد أهم الرموز السيادية في الدولة، وهو ما دفع الحكومة لإرسال العديد من الرسائل للعالم وللمنظمات العالمية والاتحاد البريد العالمي لتنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة مع الجانب (الإسرائيلي) وازاحة المعيقات التي يفرضها الاحتلال على عمل البريد من تأخير وفتح للطرود وغيرها.
وباستمرار، تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الضفة وغزة على تحديث البريد على عدة صعد، سواء فيما يتعلق بآلية عمل سعاة البريد ووسائل النقل.
بدوره، يرى الخبير في مجال التجارة الالكترونية المهندس حسن سكيك، أن البريد يعتبر من أهم طرق التجارة في الوقت الحالي، وهو يدلل على الدولة التي تصل منها الطرود عبر مقدمة تخص كل بلد.
وقال سكيك: (إسرائيل) تعمل دوما على منع الفلسطينيين من الحصول على أي شيء يعمل على استقلالها، وهي بالتالي ترى من استخدام الرقم البريدي الفلسطيني مشكلة، وعملت كثيرا على استبدال الكود الفلسطيني (بالإسرائيلي) وهو ما يعيق إيصال الطرود لأصحابها".
وأشار إلى أن الاحتلال يراكم الطرود البريدية على المعابر ويعمل على تمزيقها ويحجزها لأسابيع طويلة قبل ايصالها لمستحقيها، وتكون ناقصة في أوقات كثيرة.
ودعا سكيك لضرورة تطوير الخدمات البريدية في فلسطين والعمل الجاد على تطبيق المعايير التي أقرها اتحاد البريد العالمي، وتكثيف معالجة الارساليات البريدية الصادرة والواردة مع الأطراف المشتركة مثل الجمارك.
وفي حديثه عن آلية عمل البريد الفلسطيني، قال نائب مدير عام البريد رمضان غزاوي إن البريد الفلسطيني يُرسل إلى العالم مرتين أسبوعيا عبر مطار الملكة عليا.
وأوضح أن البريد يشكل مصدر أمان لهذه البعائث إضافة إلى أنه يستوفي الأمر برسوم رمزية حيث أن التعرفة البريدية المعمول بها حاليا تكاد لا تكفي التكلفة التشغيلية لحجم الجهد والعمل الذي يقوم به في سبيل ايصاله لوجهته.
وحذّر غزاوي من استغلال بعض الأفراد للمواطنين بحجة ارسال تلك البعائث من خلال البريد (الإسرائيلي) وجباية أسعار عالية.
وتحدث عن المعيقات التي يفرضها الاحتلال على البريد الصادر، قائلا: "الاحتلال يتعمد في بعض الأحيان من خلال البريد السطحي –الذي ينقل عبر البر والبحر- لتغيير أرقام التعريف الخاصة بفلسطين إلى أرقام تعريف (إسرائيلية) ليصبح من المستحيل تتبعها، وهو ما يؤخر وصول البريد إلى وجهته لمدة قد تتجاوز الشهرين مما يؤثر على مصداقية البريد الفلسطيني.