تقديركم للخطوات الإسرائيلية لضم الضفة الغربية.. إلى أي مدى سينفذ المخطط؟
لا بد لنا ان ندرك طبيعة المشروع الصهيوني التوسعي القائم على الوصول لاهدافه عن طريق التدرج والعمل خطوة خطوة.. والاستناد للدول الكبرى في العالم وصولاً إلى قيام دولة يهودية على أرض فلسطين التاريخية واستجلاب يهود العالم لها وطرد سكانها الاصليين من أرضهم وديارهم.
اليوم هناك خطة إسرائيلية بدأت مع احتلال الضفة الغربية عام 1967 بزرع مستوطنات في غرب الضفة الغربية وشرقها على شكل كماشة تضيق على الضفة الغربية، وهي ما تسمى الان بمنطقة الاغوار وتشكل 30٪ من مساحة الضفة الغربية.
وفي الغرب، المناطق التي فصلها جدار الفصل العنصري وهي تشكل الآن 18 ٪ من مساحة الضفة الغربية، وتشمل كذلك مستوطنات القدس وهي كذلك تقسم الضفة الغربية إلى قسمين جنوب الضفة وشمالها. وتم في هذا السياق توسيع القدس لتصبح 55 كلم مربع أي 10٪ من مساحة الضفة الغربية.
وجاءت الخطة الامريكية لتتبنى هذا التصور الصهيوني وتضيف إليه مستوطنات اخرى في قلب الخليل ومرتفعات نابلس وحول جنين وبقية المرتفعات في الضفة الغربية بالإضافة إلى مصادرة المياه في الضفة.
وهذه هي المرحلة الثانية من التوسع الصهيوني لضم 40% من الضفة الغربية، ولذا الخطة موضوعة والمتحدث من الإدارة الامريكية وتحالف ازرق ابيض مع نتنياهو سيضع هذه الخطة في مرحلتها النهائية موضع التنفيذ.
ما هي الأهمية الوطنية والاستراتيجية للضفة ومكانتها؟
الضفة الغربية هي لب الصراع في مرحلتنا الحالية ويسكنها 3 ملايين فلسطيني ويستوطنها 750 ألفا مستوطن، وهي لب الاتفاقيات بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني.
وبإنفاذ مخططاتهم لا يكون للاتفاقيات أي معنى وبهذا يكون العدو الصهيوني قد تجاوز الاتفاقيات وألغى المعاهدات، وقتل فكرة حل الدولتين، وفي نفس الوقت وجود هذا العدد من الفلسطينيين في الضفة الغربية وتمسكهم بأرضهم وبالإضافة إلى مليونين في قطاع غزة ومليون ونصف من فلسطيني الـ 48 مما يجعل المعادلة الاستراتيجية للدولة اليهودية المنشودة أمرا عسيرا.
أي من ناحية استراتيجية ثم إلغاء الاتفاقيات الموقعة والتي لم تكن يوماً لصالح الفلسطينيين لجوءاً إلى استراتيجية منشودة لن تتحقق، ولكن هذا يتطلب استراتيجية وطنية فلسطينية بعيدا عن أوسلو التي تجاوزها الصهاينة وآخذة في الاعتبار شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده ومرتكزة على المقاومة، وتعيد الاعتبار لطبيعة المرحلة التي نعيشها وهي مرحلة تحرر وطني ومن ثم الحديث عن بناء دولة فلسطينية على أرضنا المحررة.
قراءتكم للمواقف السياسية العربية والدولية من الضم؟
لعلي هنا أعكس المواقف المعلنة من الدول العربية والدولية من الخطة الامريكية الاسرائيلية لمستقبل الضفة الغربية، حيث أن هناك إجماع فلسطيني على رفضها، وهناك شبه إجماع دولي على رفضها واستحالة حلها وهناك كذلك إجماع عربي على رفضها مادام الفلسطينيون يرفضونها.
إلا أن بعض الدول العربية ولاعتبارات متعلقة بالضغوط الامريكية طلبت دراسة المقترحات في الخطة الامريكية والتروي في اتخاذ المواقف.
ولكن لا اعلم أن هناك دول وافقت على الخطة الامريكية كما وردت، وخاصة المتعلقة بضم المستوطنات والاغوار والقدس إلى الكيان الصهيوني، ومن قبل تم رفض قرار أمريكا بنقل السفارة وكذلك رفض القرار الأمريكي الخاص بالأونروا واللاجئين.
ما هي مخاطر الضم على القضية الفلسطينية؟
المخاطر نستطيع إيجازها بالاتي:
١- مسار تقطيع اوصال الضفة ومنع التواصل بين مدنها وقراها وبين محافظاتها حيث اصبحت الضفة الغربية ٢٨ جزءا لاصلة جغرافية بينها سوى الطرق الاسرائيلية او الانفاق.
٢- مصادرة المناطق الزراعية الخصبة والمناطق المقدسة ومصادرة المياه العذبة مما يجعل الضفة بلا موارد حقيقية للثلاثة ملايين نسمة.
٣- إنهاء حلم ما يسمى بدولة فلسطين على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس عاصمة لهذه الدولة.
٤- عزل الضفة الغربية عن محيطها العربي عبر الاردن وحيث الروابط بين سكان الضفة والاردن لايمكن فصلها او تجاوزها.
٥- سيطرة إسرائيلية كاملة على الارض والانس
ان الفلسطيني وتصبح كل مقدرات شعبها رهينة بيد الاحتلال، بل تصبح مقدراتنا الاقتصادية جزء من عجلة الاقتصاد الفلسطيني.
رؤية حركة حماس لمواجهة الضم؟
أولا: وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
ثانياً: صياغة برنامج وطني جامع لمواجهة المخططات التي تستهدف قضيتنا الوطنية وقاعدته الأساس هي المقاومة.
ثالثاً: تعبئة الشعب الفلسطيني لمواجهة هذه المخططات وعدم الاستسلام مهما كان الثمن.
رابعاً: إنهاء الاتفاقيات الموقعة وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب ولو ادى ذلك لرحيل بعض القيادات في السلطة الفلسطينية إلى الخارج
خامساً: التحرك في عمقنا العربي مساندة ودعماً لقضيتنا الفلسطينية وتنسيق المواقف والبرامج.
سادساً: التحرك الدولي والسعي لإفشال هذه الخطة والاستعانة بكل المنظمات الحقوقية والقانونية والمحاكم الدولية لإنهاء هذا المخطط وإعطاء الشعب الفلسطيني حريته.