احتفل محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، بعيد ميلاده الـ28، وهو الأمر الذي يتزامن مع وضع اللاعب نفسه في مكانة استثنائية بتاريخ اللاعبين المصريين.

ولم يسبق لأي لاعب مصري، أن وصل لتلك المكانة التي بلغها صلاح في رحلته الاحترافية، خاصة ما يتعلق بتحقيق الألقاب الكبرى، وهنا الحديث عن دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، إلى جانب أنه ينتظر التتويج مع الفريق بلقب الدوري الإنجليزي، بعد توقف طويل بسبب تفشي "فيروس" كورونا.

انتقاد الحاسة التهديفية

ولكن الطريق أمام النجم المصري لم يكن مفروشا بالورود، وهنا الأمر لا يتعلق فقط بلاعب رحل للقارة الأوروبية من نادٍ متوسط في الدوري المصري، وهو المقاولون العرب، صوب بازل السويسري في 2012، الذي بدأ منه مغامرة عالمية استثنائية.

صلاح تعرض بشكل خاص خلال فترته في روما الإيطالي، بين 2015 2017، لانتقادات فيما يخص وجود نواقص لديه في تحويل الفرص الكثيرة المتاحة له إلى أهداف.

لوتشيانو سباليتي، وهو الذي تولى تدريب صلاح في روما خلال عامي 2016 و2017، كان قد انتقده في أكثر من مناسبة, ما وصفه بـ"رعونة" اللاعب في إنهاء الهجمات بالشكل الأمثل.

هذا الأمر يبدو أنه حفز "المو"، وجعله يغيّر نهجه فيما يخص أسلوب لعبه الهجومي، بشكل أثار إعجاب سباليتي، وجعله يصف صلاح بأنه أحد أفضل اللاعبين الذين دربهم خلال مسيرته التدريبية.

وبالفعل، تألق صلاح في موسمه الثاني مع روما، وسجل 19 هدفا في مختلف المسابقات، وذلك مقارنة بالموسم الأول له مع "الذئاب"، الذي أحرز فيه 15 هدفا، ليقرر الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول استقدامه في صيف 2017 مقابل 42 مليون يورو.

سر التطور

وبالطبع، كشف صلاح دوما عن مهارات وقدرات خلاقة منذ بداية رحلته الاحترافية مع بازل، لكن لا شك في أن أداءه تطور كثيرا وأصبح أكثر فاعلية من ناحية تسجيل الأهداف منذ انضمامه لليفربول.

صلاح في حوار سابق مع موقع ليفربول الرسمي تحدث عن تلك النقطة، كاشفا عن السر وراء تطوير حاسته التهديفية، قائلا: "بدأت في العمل بصورة أكبر على الجانب الذهني".

وأضاف: "تدربت أيضا على التسديد وإنهاء الهجمات طوال الوقت، وليس مجرد التسديد وإنهاء الهجمات، بل أني لعبت أيضا في مراكز مختلفة خلال المباراة الواحدة".

التطور المذهل الذي تحدث عنه صلاح تجيب عنه أرقامه مع ليفربول، كونه على مدار 3 أعوام، استطاع تسجيل 91 هدفا خلال 144 مباراة بمختلف المسابقات، وهو أكثر مما أحرزه مع كل الأندية السابقة التي لعب لها بداية من المقاولون مرورا ببازل وتشيلسي وفيورنتينا وروما، إذ بلغ عدد أهدافه معهم 77.

ذلك التطور، جعل صلاح يحقق على مدار موسمين متتاليين لقب هداف الدوري الإنجليزي، وهو إنجاز لم يسبق لأي لاعب عربي أن فعله في "البريميرليغ".