تصريحات السيسي بشأن ليبيا.. تأييد سعودي إماراتي ورفض وتنديد في طرابلس

السيسي.jpg
السيسي.jpg

الرسالة نت- وكالات

أعلنت السعودية والإمارات عن تأييدهما لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ليبيا، بينما عبر المجلس الأعلى للدولة والجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق ومجلس النواب في طرابلس عن رفضهم لتلك التصريحات واعتبروها "تدخلا سافرا" في الشأن الليبي.

وقالت الرياض في بيان نشرته الوكالة السعودية الرسمية، إن السعودية تقف إلى جانب مصر وحقها في الدفاع عن حدودها وشعبها، وتعبر عن تأييدها لما جاء في تصريحات الرئيس المصري بشأن "حق مصر في حماية حدودها الغربية" مع ليبيا.

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والاستجابة لدعوات السيسي للتوصل إلى حل شامل يؤكد سلامة وأمن الأراضي الليبية.

من جانبها، أعربت الإمارات عن تأييدها لما ورد في خطاب  السيسي، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، أن "دولة الإمارات تقف إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها من تداعيات التطورات المقلقة في ليبيا".

وأشادت بما اعتبرته "حرص القاهرة على حقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي، وتهيئة الظروف العاجلة لوقف إطلاق النار، وبدء مفاوضات العملية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".

واشنطن تعلق

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن تصريحات الرئيس المصري تؤكد ضرورة تعاون ليبيا وجيرانها والأطراف الخارجية لتطبيق وقف إطلاق النار في سرت والجفرة لتجنب تفاقم حدة الصراع.

وأضافت في بيان أن واشنطن تدعم جهود مصر للعودة إلى مفاوضات سياسية بقيادة الأمم المتحدة وبمشاركة العدد الأكبر من الأطراف الليبية، مؤكدة تأييدها رغبة الليبيين بإنهاء التدخل العسكري والالتزام بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
واعتبر البيان أن خريطة الطريق نحو الاستقرار تتضمن وقف إطلاق النار والاستئناف الفوري لإنتاج النفط وإطلاق عملية سياسية.

رفض ليبي

ليبيًّا، اعتبر رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري تصريحات الرئيس السيسي "مساسا بالسيادة" و"تدخلا سافرا" في الشأن الليبي.

كما اعتبر الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة، العميد عبد الهادي دراه، أن تصريحات السيسي "تدخل سافر وإعلان حرب واضح على ليبيا".

وأكد أن قوات حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، عازمة على تحرير كامل المنطقة من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وداعميه.

بدوره، طالب مجلس النواب الليبي بطرابلس، الحكومة بالاستعداد التام للرد على "تهديدات" الرئيس السيسي سياسيا وعمليا، داعيا لأخذ هذا "العدوان" على محمل الجد ودراسة كل الخيارات المتاحة للرد في الزمان والمكان المناسبين.

من جانبه، أكد العضو بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، محمد عماري زايد، أنه "لا خطوط حمراء داخل حدود وأراضي ليبيا"، رافضا ما وصفها بأي "محاولة لتقسيم الشعب والجغرافيا الليبية".

وقال عماري زايد -في بيان نشره في فيسبوك تعليقا على تصريحات الرئيس المصري- "نرفض بشدة ما جاء في كلمة السيسي، ونعتبره استمرارا في الحرب على الشعب الليبي والتدخل في شؤونه.. سرت والجفرة خط أحمر".
وتعتبر الأمم المتحدة الحكومة الليبية برئاسة فايز السراج، السلطة الشرعية المعترف بها دوليا في ليبيا.

خط أحمر

وكان الرئيس المصري قال إن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء للدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (في طبرق).

وأضاف السيسي "ستكون أهدافنا حماية الحدود الغربية، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية، باعتبارهما جزءا من الأمن القومي المصري".

كما أكد أن "تجاوز سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر"، وأنه لن يدافع عن ليبيا إلا أبناؤها، معربا عن استعداد مصر "لتسليح أبناء القبائل (الليبية) وتدريبهم".

حراك دبلوماسي

تتزامن ردود الفعل هذه على تصريحات السيسي مع حراك دبلوماسي مستمر لحلحلة الأزمة الليبية ومحاولة البحث عن حل سياسي لها، حيث بحث وزيرا خارجية روسيا، سيرغي لافروف، وتركيا مولود جاويش أوغلو -في اتصال هاتفي اليوم- تسوية الأزمة الليبية.

وقال بيان للخارجية الروسية إن الاتصال جاء بمبادرة من الجانب التركي وركز على ضرورة تهيئة الظروف لوقف إطلاق النار والبدء في عملية التسوية السياسية بناء على قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن ومخرجات مؤتمر برلين.

وكان جاويش أوغلو قال -خلال مؤتمر صحفي في أنطاليا اليوم- إنه يجب ألا يكون للواء المتقاعد خليفة حفتر أي دور في إدارة الدولة الليبية في المستقبل، معتبرا الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة.

من ناحية أخرى، بدأ رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري مع وفد مرافق، زيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من رئيسها عبد المجيد تبّون.

وقالت مصادر في حكومة الوفاق للجزيرة إن هدف الزيارة هو التشاور مع الجانب الجزائري بشأن التطورات التي شهدتها الساحة الليبية، وبحث سبل حل الأزمة.

وكانت الجزائر قد استقبلت في وقت سابق رئيس مجلس النواب بطبرق عقيلة صالح للغاية نفسها.

المصدر : الجزيرة + وكالات

البث المباشر