ينتظر أن تستأنف اليوم الأحد مفاوضات سد النهضة بعد تعليقها لأكثر من أسبوع بطلب من مصر والسودان اللذين طالبا مجددا باتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، مما بات عنوان توتر شديد بين القاهرة وأديس أبابا.
فقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي أن اجتماعا سداسيا دعا إليه الاتحاد الأفريقي سيعقد اليوم بمشاركة وزراء الخارجية والري في كل من مصر وإثيوبيا والسودان لبحث مسار مفاوضات سد النهضة، ويفترض أن الاجتماع سيعقد عن بعد عبر تقنية الفيديو على غرار الاجتماعات السابقة في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا.
وكانت إثيوبيا قد قالت في بيان سابق إن المفاوضات سوف تتواصل الاثنين المقبل بعد تعليقها بطلب من مصر والسودان، وأكد البيان التزام إثيوبيا بالمفاوضات الثلاثية لأن الاتفاق والمفاوضات هما الخيار الوحيد للدول الثلاث.
ويأتي الاجتماع الوزاري الجديد في حين تعثرت كل جولات المفاوضات السابقة، ولم تسفر عن أي تقدم نحو اتفاق حول آليات تعبئة وتشغيل سد النهضة الذي تشيده إثيوبيا على النيل الأزرق قرب حدود السودان بكلفة 4.6 مليارات دولار، والذي سيكون حين الانتهاء منه أكبر سد في أفريقيا.
وفي وقت تضغط مصر من أجل التوصل لاتفاق ملزم يضمن الحفاظ على حصتها من مياه النيل البالغة 55 مليار متر مكعب سنويا، تؤكد إثيوبيا أنها لن توقع اتفاقات مع دول حوض النيل تحرمها من تنفيذ مشاريعها المستقبلية، وتشدد في نفس الوقت على أنها لا تستهدف الإضرار بمصر أو بالسودان.
اتفاق ملزم
وقبل العودة للمفاوضات، اتفقت مصر والسودان أمس على استمرار التفاوض مع إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء سد النهضة وتشغيله بما يحفظ حقوق الدول الثلاث.
وشدد الجانبان في بيان مشترك -عقب محادثات رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ونظيره المصري مصطفى مدبولي في الخرطوم- على ضرورة الاتفاق على آلية ملزمة لتسوية النزاعات، وآلية للتنسيق بين الدول الثلاث بشأن السد.
وأشار البيان إلى أن الجانبين اتفقا على إعادة هيكلة هيئة وادي النيل للملاحة النهرية بين البلدين. ورافق مدبولي في زيارته وزراء الري والكهرباء والصحة والتجارة والصناعة.
وتأتي زيارة، وهي الأولى منذ تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان العام الماضي، وسط توتر ناجم عن تقدم إثيوبيا في مشروع سد النهضة. وكانت الخرطوم طلبت الاثنين الماضي تأجيل المفاوضات بشأن السد لمدة أسبوع لإجراء مشاورات داخلية.
وصرح وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس في الآونة الأخيرة بأنهم لاحظوا تقاربا إثيوبيا مصريا خلال جولة المفاوضات الأخيرة، مما أثار اهتمام الجانب السوداني.
من جهته، دعا فرانشيسكو بابا الفاتيكان أمس إلى الحوار بين مصر وإثيوبيا والسودان، وحث الأطراف الثلاثة على عدم الانزلاق إلى صراع مسلح بسبب الخلاف على سد النهضة.
ورغم اعتراض مصر والسودان، أعلنت إثيوبيا في يوليو/تموز الماضي أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4.9 مليارات متر مكعب، والتي تسمح باختبار أول توربينين في السد، وتمت عملية الملء بفضل أمطار غزيرة هطلت في المنطقة التي يقع فيها السد وليس من خلال ضخ المياه بالبحيرة.
المصدر : الجزيرة + وكالات